يتراوح ارتفاع البرج الصليبيّ الرئيسيّ ، بحسب جهاته ، بين ١٨ و ٢٢ مترا مع جدرانه البالغة سماكتها أربعة أمتار ، وهو واحد من أجمل الأبنية التي بنيت أيّام الصليبيّين ، في بداية أعمالهم العسكريّة ، كما يبدو واضحا أنّ تاريخ بنائه يعود إلى بداية تمركزهم في مدينة جبيل عام ١١٠٤ ، ما يجعله الأقدم بين الإنشاءات الفرنجيّة المحفوظة حتّى اليوم. وقد عثر موريس دونان في حفريّاته على جدار فينيقيّ ذات حديبة (الحديبة تعني : نتوء حجريّ على جدار بقصد الزينة والنقش عليه ، كما تكون أحيانا جزءا بارزا من آلة ما) لدعم البرج الرئيسيّ الذي يحوي خزّانا للسوائل ، موصولا بالطابق الأوّل بمنفذ مربّع مثقوب في وسط الأرض. وتبدو في السور والأبنية التي تحصّنه بعض الآثار التي تفيد عن أنّها قد بنيت في ذات الحقبة التي بني فيها البرج الكبير. وكذلك يبدو أنّ القلعة قد احتلّت مجدّدا بعيد الزلزال الذي حصل عام ١١٥٧ والذي أحدث أضرارا بالغة في القلاع وخاصّة في جبيل ، وقد عثر على أجزاء كثيرة من سور الأعمدة وعلى حجارة معارضة كانت تدعم الجدران وتقطع الأبنية ، وقد استخدم الصليبيّون هذا الأسلوب من البناء مستعملين الأعمدة الأثريّة. وتظهر في بعض هذه الأبنية لمسات تدلّ على أنّ العرب قد أجروا إصلاحات وترميمات عليها ، منها باب مدخل القصر ، الذي هو عربيّ البناء من دون شك ، وهو يقع على طرف الجسر ، وقد بني مع بداية القرن الرابع عشر.
يدخل الزائر اليوم إلى القلعة من الباب الرئيسيّ الحاليّ ، حيث يوجد باب كبير ، هو أحد أبواب القلعة الرئيسيّة السبعة ، ويرجّح أن يكون المدخل قد بني جسرا قلّابا ، فيما يعتقد بعض الباحثين في الآثار أن يكون المماليك أو العثمانيّون قد نزعوا ذلك الجسر القلّاب وبنوه على شكل القنطرة كما هو