وشكل سورها الذي كان يطوّق المدينة كلّها ، مضلّع رباعيّ الأضلاع ، تقوم ناحيته الغربيّة على حدود البحر حيث أنشئ الميناء بين رصيفين صخريّين طبيعيّين في الأساس ، كما بني على أطراف السور برجان لحماية المرور. وكانت جدران السور محصّنة بزوايا بارزة ومحرودة ، أي مستطيلة من جانب أكثر من الآخر ، وقد بقيت من السور آثار من الجهة الشماليّة بإمكان السائح مشاهدتها اليوم بوضوح.
أمّا كاتدرائيّة القديس يوحنّا الصليبيّة ، فتقع في وسط المدينة ، فيما القصر يقع على تلّة في الجنوب الشرقيّ تشرف على المدينة ، يصله بها جسر بني في الواجهة الشماليّة للقصر ، حيث ينفتح باب سرّيّ وخفيّ مخصّص للنجاة وقت الخطر ، يقع قرب البرج الشماليّ الغربيّ. وهو قصر عال ، ضخم ، صلب ، ذو أبراج مستطيلة ، يقع وسط ساحة تحيط بها جدران أقلّ انخفاضا من السابقة ، متّصلة بزوايا أبراج مربّعة ، حيث يضاف إليها ، في وسط الواجهة الأكثر انكشافا ، نتوء بارز محرود. ويبدو التصميم غير مستقيم ، إذ إنّ الجدران الواقعة بين الإستحكامين ليست متوازية ، حيث نجد جدارا بأربعة أبراج وزاوية محرودة ليست في محور التصميم. كما أنّ النتوء في جهة الشمال ليس في محاذاة المبنى الملاصق. وتمتدّ أرض الساحة بين مستويين مختلفين. وقد أخذ هذا الغياب للتناسق الباحثين إلى الإعتقاد بأنّ القصر قد بني على أساسات قديمة. وفي حفريّات جرت حول القصر ، عثر على عدّة خنادق وقبور تعزّز هذا الإفتراض. فإنّ المنحدر الخارجيّ للقبر ، أو الخندق الفرنجيّ ، مؤلّف من سور يشكّل متراسا يعود إلى الألف الثالث ق. م. ، والواجهة الشماليّة هي أقرب إلى الطريقة الرومانيّة التي كانت معتمدة في القرن الثاني للميلاد ، وحجارتها مأخوذة من صفّ الأعمدة التي تجاورها.