تنتصب فوق معبد المسلّات في جبيل. وهناك منجد آخر بين المصاغ النفيس يأخذ شكل واجهة معبد مزيّن بعرشين ملكيّين يحميهما نسر باسط جناحيه فوقهما ، والمنجد مطعّم بحجارة ملوّنة ، بينها الفيروز والعقيق الأحمر. وثمّة مرآة مصنوعة من اسطوانة ذهبيّة يأخذ مقبضها شكل المظلّة ويحمل كتابة هيروغليفيّة ورموزا تجسّد الحياة والتجدّد ، إضافة إلى إناء فضّي رائع صمّم خصّيصّا لحفظ النبيذ أو سكبه في خلال الاحتفالات ، وتنمّ هذه الآنية النفيسة عن العادات المحليّة الحريصة على تطعيمها بالذهب.
وتشهد التقدمات الموضوعة في المعابد على الآلهة التي كانت تقدّم لها. فالمجموعة الموجودة في معبد المسلّات عبارة عن أسلحة رمزيّة وتماثيل تجسّد آلهة الحرب ، ومنها خنجر برونزي مطعّم بالذهب ، زخارفه مرهفة مستوحاة من تقاليد بلاد ما بين النهرين المتمثّلة بالعنزتين الثائرتين والمتشابكتين. أمّا زخارف الغمد فتمثّل ملكا راكبا على حمار ، هذا الحيوان الذي كان مكرّما مميّزا ولم يتمّ استبداله بالحصان إلّا لاحقا. وقبالة الملك سمكة من النيل ، وكلب وقرد وعنزة ، وخادمان جاثيان على ركبتيهما. وتشتمل تقديمات المعابد على الفؤوس المخرّمة المتميّزة بشفارها القصيرة المثقوبة ، حسب النمط اذي آثره العسكريّون في تلك الحقبة ، وقد عثر على العديد منها في معبد المسلّات ، منها ما هو مذهّب ، والقسم الآخر من الفضّة. وقد زخرفت المقابض برسوم هندسيّة مستوحاة من الفنون الحثّيّة ، وثمّة رسوم تجسّد الرجل الثور وهو رمز ينتمي إلى بلاد ما بين النهرين.
ومن التماثيل المكتشفة في المعبد واحد يمثّل إلها شابّا يسير بنشاط ممتشقا سلاحه في يده ، وهو" ريشيف" إله المحاربين دون أدنى شك ، لأنّه يظهر عاريا أو مرتديا تنّورة قصيرة ، على رأسه تاج مخروطيّ الشكل ،