سنة في سني ملكهم بيوم حاضر شخصي إلى أن ذلك لأجل تبركهم وفرحهم بيوم كلي صادق على تلك الأفراد هو يوم عاشوراء ، ويوم قتل الحسين عليه السلام ، فتبركهم وفرحهم حقيق وأصالة ، إنما هو بذلك اليوم الكلي. ثم إن يوم قتل الحسين عليه السلام حقيقة ، وإن كان يوما واحدا شخصيا لا كليا ، وهو العاشر من المحرم من سنة ستين من الهجرة (١) ، وهذا لا يقبل التعدد والتجدد في كل سنة ، إلا أن العرف بنائهم وعادتهم ودأبهم وديدنهم على أنه متى حدثت حادثة عظيمة محبوبة أو مكروهة في يوم من أيام السنة ، فكلما يأتي مثل ذلك اليوم في السنين اللاحقة ينزلونه منزلته ، ويجرون عليه أحكام فيقولون : هذا يوم مولد النبي صلى الله عليه وآله (٢) ، وهذا يوم بعثه (٣) ، وهذا يوم وفاته (٤) ، فيقيمون مراسم ذلك اليوم من التهنئة والتعزية ، وكذا يقولون هذا يوم مولد السلطان ، وهذا يوم جلوسه ، فيفعلون في مراسم السلطنة إلى غير ذلك من الحوادث الواقعة ، وقد جرى الشرع على ذلك ، ففي دعاء يوم ولادة الحسين عليه السلام (٥) :
«اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته» (٦).
__________________
(١) كذا في الأصل والمشهور والمعروف أنه سلام الله عليه استشهد في سنة ٦١ للهجرة.
(٢) المشهورة أنه صلى الله عليه وآله ولد في السابع عشر من ربيع الأول (راجع رسالة في تواريخ النبي والآل عليهم السلام ص ٣) وقد ورد فيه استحباب صوم هذا اليوم.
(٣) السابع والعشرون من رجب (المصدر السابق ص ٦) ، ويستحب أيضا صوم هذا اليوم.
(٤) المشهور في ٢٨ من صفر (المصدر السابق ص ٢٦).
(٥) وهو اليوم الثالث من شعبان.
(٦) مصباح المتهجد ص ٨٢٦ ، ومزار المشهدي ص ٣٩٨ ، ومصباح الكفعمي ص ٥٤٣ والبلد الأمين ص ١٨٥ وعنهم البحار (٩٨ / ١٠١).