[وخيرتك] (١) عيدا».
ومن المعلوم أن عيدهم هذا ليس يوم شهادته عليه السلام حقيقة ، بل مثل يوم الشهادة من السنة الثانية والثالثة وهكذا كما عرفت ، فكما أن مثل يوم الشهادة يوم عيد وسرور للأعداء ، فكذلك هو يوم مصيبة وحزن للأولياء.
وقد وقع التصريح بهذه المماثلة في بعض الروايات ، ففي رواية (عبد الله بن سنان) (٢) قال : «دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ، ظاهر الحزن ، ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط ، فقلت : يا ابن رسول الله مم بكاؤك لا أبكى الله عينيك؟!
فقال لي : أو في غفلة أنت؟! أما علمت أن الحسين بن علي عليهما السلام أصيب في مثل هذا اليوم؟!
قلت : يا سيدي فما قولك في صومه؟! ـ إلى أن قال ـ (٣) وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء ، فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله صلى الله عليه وآله ، إلى غير ذلك مما يجد المتتبع ، وكل ذلك مبني على ما ذكرنا من التنزيل العرفي ، وإلا لزم الكذب الصريح كما لا يخفى.
__________________
(١) من المصادر وفي مزار المشهدي «ابن نبيك وخيرتك من خلقك».
(٢) هذا الحديث مطلع الزيارة السابقة وقد أورد هذا الحديث دون الزيارة الوسائل (١٠ / ٤٥٨). عن مصباح المتهجد ، ومستدرك الوسائل (٧ / ٥٢٤) عن مزار المشهدي.
(٣) في الرواية «فقال لي : صمه من غير تبييت ، وأفطره من غير تشميت ، ولا تجعله يوم صوم كملا».