(لصفوان) التعرض له والاعتراض عليه ، ولا ينافي ذلك المأثور ولا يخالفه ، كما لو فرضنا أن امرأة دعت بدعاء كميل (١) في مسمع منه فبدلت المشتقات المذكرة بما يناسب حالها من صيغ التأنيث ، فسئلها (كميل) : من أين هذا الدعاء؟! فقالت : سمعته من أمير المؤمنين كما سمعت ، فليس (لكميل) أن يعترض عليها بأن ما ذكره عليه السلام إنما هو بالصيغ المذكرة ، وأنت بدلتها بالمؤنث ، بل يصدق على هذا الدعاء مع التبديل المزبور أنه مأثور.
ثم إن بعض مشايخنا من أكابر أهل العصر وأعاظمهم ، بل من أوتادهم وأطوادهم ، كتب على الزيارة مختصرا بالفارسية في عدة أوراق قليلة معدودة وصرح فيه بجواز الإشارة إلى خصوص يوم الزيارة في غير يوم عاشوراء وأصر عليه ، فلا بد من نقل عبارته ليتضح ما فيها قال رحمه الله : «وشبهه نيست در اينكه از روز وقوع اين حكايت جان سوزاز براى بنى اميه تا مدت مديد هر روز روز شادى وهنگام مبارك بادى بوده پس اگر نسبت به ايام ماه ملاحظه كنى لا محالة آن يوم از جمله تبرك جسته ايشان است بلكه نسبت به سال اگر ملاحظه كني يك ملاحظه چنين خواهد بود پس
__________________
(١) دعاء كميل وهو دعاء الخضر عليه السلام قال الشيخ في مصباح المتهجد ص ٨٤٤ «روي أن كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين عليه السلام ساجدا يدعو بهذا الدعاء ليلة النصف من شعبان» وهذا الدعاء مشهور جدا قد نقل في كتب الأدعية. وكميل بن زياد النخعي من أجلة أصحاب أمير المؤمنين والحسن عليهما السلام ، وهو من السابقين المقربين من أمير المؤمنين ، قتله الحجاج بعد أن اتهمه في من شارك بقتل عثمان بن عفان قيل في سنة ٤٣ ه ـ وقيل في سنة ٨٣ ه ـ (مستدركات علم رجال الحديث ٦ / ٣١٤).