«أي اللائي (١) لم يحضن بعد كذلك».
فقوله : (والئ لم يحضن) مبتدأ حذف خبره ، وهو قوله كذلك.
وقوله تعالى (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) [النساء ١٠] على قراءة الرفع (٢) ، قال (البيضاوي) (٣) : «وقرئ بالرفع على أنه مبتدء محذوف الخبر تقديره والأرحام كذلك أي مما يتقى أو يسئل به».
وقوله تعالى : (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن) [آل عمران ٢٠] قل (أبو البقاء) (٤) في (تركيبه (٥)) (٦) : «) من) في وضع رفع عطفا على التاء في (أسلمت) ، أي وأسلم من اتبعني وجوههم لله ، وقيل : هو مبتدأ والخبر محذوف أي كذلك».
والعجب من جماعة من أهل العصر ، أشكل عليهم تركيب هذه العبارة مع وضوحه ، حتى التجأ بعضهم إلى العطف على المنادى في قوله : «يا أمير المؤمنين» واعتذر عن لزوم دخول حرف النداء على الضمير بأنه يغتفر في
__________________
(١) في المصدر : «واللاتي».
(٢) قراءة عبد الله بن يزيد البصري (تفسير القرطبي ٥ / ٥).
(٣) تفسير البيضاوي (٢ / ١٣٩) وكنز الدقائق (٣ / ٣١٧).
(٤) أبو البقاء عبد الله بن الحسين النحوي الضرير العُكْبري ، وعكبرا بلدة على دجلة فوق بغداد ، ولد في بغداد سنة ٥٣٨ ه ـ ، حنبلي المذهب ، برع في اللغة وله مؤلفات فيها ، منها : التبيان في إعراب القرآن (ط) ، اللباب في النحو ، إعراب الحديث وشرح الإيضاح وغيرها ، توفي في سنة ٦١٦ ه ـ.
(٥) التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء العكبري ، ويعرف بتركيب أبي البقاء ، أعرب فيه جميع آيات القرآن ، وفيه أيضاً وجوه القراءات وإعرابها ، وفي بعض الأحيان يشير إلى معنى الآية ، طبع اولاً باسم «إملاء ما منّ به الرحمن» ، ثم بتحقيق علي البجاوي باسم «التبيان».
(٦) التبيان في إعراب القرآن (١ / ٢٤٨).