عن صاحب (الكامل) كَان ذَلكَ مِن صاحب (الكامل) أوْلى بِالجَواز.
هَذا ولَكن هُنا إشكالٌ نسألُ اللهَ حلَّه ، وهوَ أنَّ المُستفاد مِن مجموعِ الكِتَابين (الكامِل) و (المِصباح) ، أنَّ (صالِح بن عُقْبَة) قَد سَمِع الرِّوايةَ مِن ثلاثةِ رجالٍ مِن أصحابِ أبي جعفر عليه السلام من أبيه (عُقْبَة) ، ومِن (عَلْقَمَةَ الحَضْرَمِيُّ) ومِن (مَالِكِ الجهْنِيّ) ، وحينَئذٍ كَان اللَّازِم عليهِ في مَقامِ الرِّوايةِ والتَّحدِيثِ أن يرويَها عَنهُم جَميعاً لِكلِّ مَن يُحدّثه فيقول : حَدَّثَنِي أَبِي ، وَمَالِكُ الجهْنِيّ وَعَلْقَمَةُ الحَضْرَمِيّ جَميعاً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلامم ، كما هُو الدَّأبُ والدَّيدَن والطَّريقَة الجَارية المَعرُوفة المَأْلُوفة عِند الرُّواة ، ولِذا وقَع في سنَدِ هذِهِ الرِّواية (مُحمَّد بن خَالِد الطِيَالِسِي) عن (سَيفِ بْن عَمِيرة) و (صَالِح بن عُقبة) معاً عن (عَلْقَمة) ، فلم يَكتفِ (مُحمَّدُ بن خَالِد) ب ـ (سَيفٍ) أو (صَالِحٍ) بل ذَكرهُما معاً ، ولِأجلِ ذلك أيضاً قد أكثر ثِقةُ
__________________
= في العلم وصناعة الكلام ، وكان فقيهاً متقدماً فيه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، روى عن الشيخ الصدوق ، وتخرج على يديه ثلة كبيرة من الفقهاء والعلماء أشهرهم الشريفين الرضي والمرتضى وشيخ الطائفة الطوسي ، وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار منها الإرشاد (ط) ، أوائل المثالات (ط) ، تصحيح الاعتقاد (ط) ، مسار الشيعة (ط) ، المقنعة (ط) وقد جمعت مؤلفاته التي وصلت إلينا في مجموعة واحدة تقع في ١٤ مجلد نشرت سنة ١٤١٢ ه ـ في إيران وبيروت وذلك في المؤتمر الذي أقيم بمناسبة الألفية على وفاته ، توفي ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان ، سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، وكان يوم وفاته يوماً لم يُر أعظم منه من كثرة النَّاس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق ، وصلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأشناان ، وضاق على الناس مع كبره ، ودفن في داره سنين ، ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيد أبي جعفر عليه السلام ـ معجم رجال الحديث ١٨ / ٢١٣ وفهرس التراث ١ / ٤٦٩).