الأنجَليَّة الطَّويلة (١) ، ودعاء أبي حمزة الثمالي (٢) (٣) وأمثَال ذلك ، ومَا هذا شَأنهُ لا يُنظرُ في سَندِه ، لأنَّه مِن القضَايَا التِي قِياساتُها مَعها ، ومِن هُنا تَبيَّن الغِنى عَن النَّظرِ في أحوالِ رجالِ السَّندِ تَزكيةً ، وتوثِيقاً ، وتضعيفاً.
ثُمَّ هذا كُلّه مَع قطعِ النَّظرِ عن أخبارِ البُلوغِ ، أمَّا مع مُلاحظَتها فالأمرُ أوضَع ، ثُمّ أوضح ، ثُمَّ لَا يَخْفَى عليكَ أنَّ أحسَن الطُّرقِ الثَّلاثة هو الطَّريقُ الْأَوَّل في (الكَاملِ) ، وهو الَّذي أختصَّ بِه (سَيفُ بن عَمِيْرَة) ، فإنَّهُ طريقٌ سَلِيمٌ ، وسَنَدٌ مُنتظِمٌ مُستقيمٌ ، حَيثُ أَنَّ الرَّاويَ عَنِ الإِمامِ وَسائله والمُخاطب معه هُو (عَلْقَمَة بْن مُحَمَّد) مِن أوَّل الأمرِ إلى آخِرهِ ، حتَّى أنَّ المّذكورَ في كلام (سَيف) مع (صَفْوَان) أيضاً هو (عَلْقَمَة) لا غير ، فَهو طَريقٌ لا غُبارَ عَليه ، لكنَّك خَبِيرٌ بِأَنَّ اعتبارَ الطَّرِيق إنَّما هو مُقدِّمةٌ لاعتبارِ المَتن ، فَإذا كان مَتنُ الزِّيارة مَأخُوذاً مِن رواية (المِصْبَاح) لما سَيأتي ببيانُهُ ، فأَيُّ فَائدَةٍ في هذَا الطَّريقِ وإِن بَلغَ في الاعتِبارِ مَا بَلغَ فَتأمَّل.
__________________
(١) مروية عن الإمام السجاد عليه السلام ، نقلها العلامة المجلسي قدس سره في البحار (٩١ / ١٥٣) وراجع أيضاً الصحيفة السجادية (تحقيق الأبطحي) ص ٤٦٨.
(٢) أبو حمزة الثُّمالي هو ثابت بن دينار توفي سنة ١٥٠ ه ـ وهو ثقةٌ عدلٌ إماميٌ لقي أربعةً من الأئمة السجَّاد والباقِر والصَّادق والكاظم عليهم السلام (معجم رجال الحديث ٤ / ٢٩٢).
(٣) رواه الشيخ في مصباح المتهجد ص ٥٨٢ والسيد في الإقبال (١ / ١٥٧) والكفعمي في المصباح ص ٥٨٨ ، وأيضاً البحار (٩٥ / ٨٢) ومفاتيح الجنان.