الحدِيثَ عن (ابْنِ بزِيعٍ) عن (صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ) عن (الجُهَنِيّ) عن أبيه ، وقَد مرَّ أنهُما أخذَاهُ مِن كتابِ (ابْنِ بزِيعٍ) ، فكَان رِواية (صَالِح) عَن كُلِّ مِن (أَبِيه) ومِنَ (الجُهَنِيّ) مَوجُوداً في ذلك الكِتابِ لا مَحَالة ، وكَان اللَّازِم على (الشَّيخِين) عَلى ما مرَّ أن يَرويَ كلُّ واحدٍ منهما عن (ابْنِ بزِيعٍ) عن (صَالِح) عن (أَبِيهِ) و (الجُهَنِيِّ) معاً عن أبي جعفر عليه السلام.
فَلِمَ اقْتصرَ (الشَّيخُ) على (أَبِيهِ) و (صَاحِبُ الكَامِل) على (الجُهَنِيِّ)؟! فَقد وردَ عليهما ما ورد على (صَالِح بْن عُقْبَة).
ولَكن هذِهِ كُلّها مُناقَشاتٍ تَرُدّ عَلى عِباراتِهِم وكَلماتِهِم ، ولَا رَبطَ لها فِيما هو الغَرضُ الأصلِيّ المَقصودُ بِالذَاتِ في المقامِ مِن إحرازِ مَتنِ الزِّيارةِ الشَّريفة ، وصُورتِها المَخصُوصةِ المأثورةِ عَن المَعصومِ بِشرائِطهَا ، إّذ ذَلك إِنَّما يُستفادُ مِن ابتداءِ سُؤالِ (عَلْقَمَةَ) إلى آخرِ العملِ ، والطُّرق الثَّلاثة المّذكُورة في الكِتابينِ مُتوافِقةٌ فِي ذلكَ مُتَّفقةٌ عَليه ، مُضافاً إلى أنَّ هذِهِ الزِّيارةِ الشَّريفَة صارتْ عندَ الشِّيعةِ مِن الأُصولِ الموضُوعةِ المُقَرَّرةِ والشَّعائرِ العَظِيمة ، بِحيث لَا تَحتاجُ إلى مُلاحَظةِ السَّندِ ك ـ (ـ ا الصَحِيفَةِ الكَامِلة) (١) ، والمُناجَاة
__________________
(١) الصحيفة السجادية الكاملة : المُنتهي سندها إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام المُعبّر عنها أخت القرآن وإنجيل أهل البيت وزبور آل محمد ، ويُقال لها الصحيفة الكاملة أيضاً ، وللأصحاب اهتمام بروايتها ويخصونها بالذكر في إجازاتهم. وعليها شروحٌ كثيرةٌ ، وهي مِن المتواترات عند الأصحاب لاختصاصها بالإجازة والرّواية في كُلّ طبقة وعصر ، ينتهي سند روايتها إلى الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام وزيد الشهيد ابني علي بن الحسين عن أبيهما علي بن الحسين عليهم السلام والمتوفى مسموماً ٩٥ من الهجرة (الذريعة ١٥ / ١٨).