قتلته ، فهو مثئور وأنا ثائر ، وثأر بالهمز كعدل ، وبدونه على أنه محذوف من الثأر ، كشاك من الشائك ، فلا يهمز لأنه ألف فاعل ـ إلى أن قال ـ والثارات جمع الثار بمعنى الذحل ، ومنه يالثارات الحسين عليه السلام يعني تعالين يا ثاراته وذحوله ، فهذا أو ان طلبكن ، وقيل وهي جمع ثار بمعنى الطالب للثار يناديهم ليعينوه ، وقيل بمعنى المطلوب به أي يا قتلته يناديهم تقريعا لهم وتفظيعا للأمر عليهم ، ـ ثم قال في نقل الأثر ـ «أشهد أنك ثار الله وابن ثاره» ، الثأر هنا الذحل جعلهما ثارين لله ، لأنه الطالب لدمائهما من قتلتهما في الدنيا والآخرة ، وخفى على بعضهم هذا المعنى فقال : لعله مصحف من ثائر الله وابن ثائره ـ وعلى صحة معناه فلا داعي إلى دعوى التصحيف إذ كان الثأر بمعنى الثائر أيضا ثم قال المثل (١) : «يا ينام من ثأر» ، أي من طلب الثأر حرم على نفسه النوم حتى يدرك ثأره».
والثأر في الكتابين كما ترى ثد فسر بالذحل ، والظاهر أن الذحل مشترك بين الحقد والعداوة وبين دم المقتول ظلما ، وبين طلب هذا الدم.
فما في (الصحاح) من التفسير محمول على المعنى الثالث ، كما أن ما في (الطراز) محمول على الثاني.
ففي (القاموس) (٢) : «الذحل : الثأر أو طلب مكافأة فجناية جنيت
__________________
(١) مجمع الأمثال للميداني (٣ / ٢٠٦) وفيه «من أثأر».
(٢) القاموس المحيط ص ١٠٠١ (مادة الذحل).