ظلمني ، وأرني فيه ثأري ومآربي» (١).
وأيا ما كان فالمراد طلب ثأري ، لكن المناسب على الأول : «وارزقني فيه أن أطلب ثأري» ، وعلى الثاني : «وأرني فيه أن تطلب ثأري» وقد مرت رواية المجلسي أيضا.
ولا يخفى على المتأمل في هذه العبارات أن الذحل والوتر والثأر كلها بمعنى الدم المخصوص المزبور ليس إلا ، وحينئذ فيتجه على العبارة إشكال ، وهو أن الثأر إذا كان معناه الدم المخصوص ، فكيف يصح إطلاقه على المنادى ، والتعبير به عنه ، إذ ليس المنادى كله ثأر ، بل الثأر جزء من أجزاء بدنه ، فينبغي إضافته إليه أولا ، كما مر في عبارة الدعاء ، أعني قوله : بثأرك ، وقوله : ثأري.
فيقال في المقام : «السلام عليك يا من ثأره ثار الله» ، ويمكن دفعه بأن إطلاق الثأر على المنادى مضافا إليه تعالى مبتني على تنزيل تمام شخصه بجميع أجزائه وأعضائه منزلة ثأره تعالى ، تعظيما وتشريفا له ، وإرادة لمزيد الاختصاص به ، وكمال العناية والاهتمام بشأنه ، كما أطلق (٢) «عين الله»
__________________
(١) رواه بهذا اللفظ أيضا الكفعمي في البلد الأمين ص ٢٥٣.
(٢) روى الصدوق قدس سره في التوحيد ص ١٦٤ عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن أمير المؤمنين عليه السلام قال «أنا علم الله ، وأنا قلب الله الواعي ، ولسان الله الناطق ، وعين الله الناظرة ، وأنا جنب الله ، وأنا يد الله» ، وراجع أيضا البحار ٢٤ / ١٩١ (باب ٥٣ أنهم عليهم السلام جنب الله ووجه الله ويد الله وأمثالها).