أو بدل كلّ مفيد للإحاطة والشّمول نحو : (تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا)(١). ويمتنع إن لم يفد الإحاطة.
٥ ـ البدل من مضمّن معنى الاستفهام أو الشّرط :
إذا أبدل من اسم مضمّن معنى «همزة» الاستفهام أو «إن» الشّرطية أتي «بالهمزة» للاستفهام وب «إن» للشّرطيّة ، فالاستفهام نحو : «من عندك أسعيد أم عليّ» ، و «كم مالك أعشرون أم ثلاثون» ، و «ما صنعت أخيرا أم شرّا».
والشرط نحو : «من يسافر إن خالد وإن بكر أسافر معه» و «ما تصنع إن خيرا وإن شرّا تجز به».
٦ ـ البدل من الفعل :
كما يبدل الاسم من الاسم يبدل الفعل من الفعل بدل كلّ من كلّ نحو قول عبد الله بن الحرّ :
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا |
تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا |
وبدل اشتمال نحو : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ)(٢) وقوله :
إنّ عليّ الله أن تبايعا |
تؤخذ كرها أو تجيء طائعا |
ولا يبدل الفعل بدل بعض ، ولا غلط ، وأجازهما جماعة ، ومثلوا للأوّل بقولهم : «إن تصلّ تسجد لله يرحمك» وللثاني نحو «إن تطعم الفقير نكسه تثب على ذلك». والدّليل على أن البدل في الأمثلة هو الفعل وحده ظهور إعراب الأول على الثاني.
٧ ـ بدل الجملة من الجملة ، والجملة من المفرد :
تبدل الجملة من الجملة إن كانت الثانية أبين من الأولى ، نحو : (أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ)(٣).
وتبدل الجملة من المفرد كقول الفرزدق :
إلى الله أشكو بالمدينة حاجة |
وبالشّام أخرى كيف يلتقيان |
أبدل «كيف يلتقيان» من «حاجة وأخرى» أي إلى الله أشكو هاتين الحاجتين تعذّر التقائهما.
٨ ـ قد تكون «أنّ» بدلا مما قبلها :
وذلك قولك : «بلغتني قصّتك أنّك فاعل» و «قد بلغني الحديث أنّهم منطلقون» فالمعنى : بلغني أنّك فاعل ، وبلغني أنّهم منطلقون. ومن ذلك : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ)(٤) فإنّها مبدلة من إحدى الطّائفتين
__________________
(١) الآية «١١٤» من سورة المائدة «٥» فـ (لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) بدل من «لنا» يفيد الشمول والإحاطة.
(٢) الآية «٦٨ ـ ٦٩» من سورة الفرقان «٢٥».
(٣) الآية «١٣٢ ـ ١٣٣» من سورة الشعراء «٢٦».
(٤) الآية «٧» من سورة الأنفال «٨».