الفاعل ، كما يجوز الوجهان في «جاعل ومصيّر» ونحوهما.
ولا يستعمل بهذا الاستعمال «ثان» فلا يقال «ثاني واحد» ولا «ثان واحدا» وإنما عمل عمل فاعل لأنّ له فعلا كما أنّ جاعل كذلك ، يقال «كان القوم تسعة وعشرين فثلثنتهم» (١) أي صيّرتهم ثلاثين ، وهكذا إلى تسعة وثمانين فتسعنتهم أي صيّرتهم تسعين.
وإذا أضيف إلى أزيد منه أو إلى مساويه يكون بمعنى الحال نحو : «ثاني اثنين» أو «ثاني ثلاثة» أي أحد الإثنين ، أو أحد الثلاثة.
(٤) أن تستعمله مع العشرة ليفيد الاتّصاف بمعناه مقيّدا بمصاحبة العشرة ، فتقول : «حادي عشر» بتذكيرهما ، و «حادية عشرة» بتأنيثهما وكذا نصنع في البواقي : تذكّر اللّفظين مع المذكّر ، وتؤنّثهما مع المؤنث وحين تستعمل «الواحد» أو «الواحدة» مع العشرة ، أو ما فوقها كالعشرين فإنّك تقلب فاءهما إلى موطن لامهما ، وتصير الواو ياء ، فتقول : «حاد وحادية».
(٥) أن تستعمله مع العشرة ، ليفيد معنى «ثاني اثنين» وهو انحصار العدّة فيما ذكر ، ولك في هذه الحالة ثلاثة أوجه :
(أحدها) وهو الأصل أن تأتي بأربعة ألفاظ ، أوّلها : الوصف مركّبا مع العشرة ، وهذان لفظان ، وما اشتق منه الوصف مركّبا مع العشرة أيضا ، وتضيف جملة التركيب الأوّل إلى جملة التركيب الثاني ، فتقول : «هذا ثالث عشر ثلاثة عشر» و «هذه ثالثة عشرة ثلاث عشرة» وهذه الألفاظ الأربعة مبنيّة على الفتح.
(الثاني) العرب تستثقل إضافته على التّمام لطوله ، كما تقدّم ، ولذلك حذفوا «عشر» من التركيب الأوّل استغناء به في الثاني ، وتعرب الأوّل لزوال التركيب ، وتضيفه إلى التركيب الثاني ، فنقول : «هذا ثالث ثلاثة عشر» و «هذه ثالثة ثلاث عشرة» وهذا الوجه أكثر استعمالا.
(الثالث) أن تحذف العشرة من التركيب الأول ، والنّيّف (٢) من الثاني ، وحينئذ تعربهما لزوال مقتضى البناء فيهما ، فتجري الأوّل على حسب العوامل ، وتجر الثاني بالإضافة ، فتقول : «جاءني ثالث عشر» و «رأيت ثالث عشر»
__________________
(١) قال بعض أهل اللغة «عشرن وثلثن» إذا صار له عشرون أو ثلاثون ، وكذلك إلى التسعين واسم الفاعل من هذا معشرن ومتسعن.
(٢) النيف : كل ما زاد على العقد الثاني.