وإنّما تأتي منه الأفعال الدّالّة على الفرح وتوابعه ، والامتلاء ، والخلوّ ، والألوان والعيوب ، والخلق الظاهرة التي تذكر لتحلية الإنسان ك «فرح يفرح ، وطرب يطرب وأشر يأشر ، وبطر يبطر ، وغضب يغضب ، وحزن يحزن ، وشبع يشبع ، وروي يروى ، وسكر يسكر ، وعطش يعطش ، وظمىء يظمأ ، وصدي يصدى ، وهيم يهيم ، وحمر يحمر ، وسود يسود ، وعور يعور ، وعمش يعمش ، وجهر يجهر (١) ، وغيد يغيد ، وهيف يهيف (٢) ، ولمي (٣) يلمي» وشذّ منه تسعة أفعال يجوز فيها الوجهان : الفتح على أصل الباب ، والكسر شذوذا عنه. وهي :
«حسب يحسب» بمعنى ظنّ ، «وغر صدره يغر» إذا اغتاظ ، و «وحر يحر» إذا امتلأ حقدا ، و «نعم ينعم» حسن حاله ، و «بئس يبأس ويبئس» ضدّ نعم ، و «يئس ييأس وييئس» بالمثنّاة التّحتيّة ، وهو من انقطع رجاؤه. و «وله يوله» فقد عقله لفقد من يحب ، و «يبس الشّجر ييبس» و «وهل يوهل» فزع.
الباب الخامس :
فعل يفعل : ك «كرم يكرم» و «عذب يعذب» و «حسن يحسن» و «شرف يشرف» ، وأفعال هذا الباب لا تكون إلّا لازمة بخلاف باقي الأبواب ، فإنّها تأتي لازمة ، ومتعدّية.
ولم يأت من هذا الباب يائيّ العين إلّا «هيؤ» الرجل ، حسنت هيئته ، ولا يائيّ اللّام إلّا «نهو» أي صار ذا نهية وهي العقل ، وإنما قلبت الياء واوا لأجل الضمة ، ولا مضاعفا إلّا قليلا ك «لبب» و «شرر» ويجوز في هذا المضعف الضم والكسر.
وأفعال هذا الباب للأوصاف الخلقيّة الدّائمة ، وقد تحوّل الأفعال الثلاثيّة إلى هذا الباب ، للدّلالة على أنّ معناها صار كالغريزة في صاحبه.
وربّما استعملت أفعال هذا الباب للتّعجّب فتنسلخ عن الحدث نحو :«شجع» إذا كنت تتعجّب من شجاعته ، ولا تريد الحديث عنها ،
الباب السادس :
فعل يفعل ، بكسر العين فيهما نحو : «حسب يحسب» و «ورث يرث» وهو قليل في الصحيح ، كثير في المعتل كما تقدم في الباب الرابع.
تنبيه (١) :
ليس معنى أن يكون الثلاثيّ المجرد محصورا في ستّة أبواب ، أنّه قياسيّ بل
__________________
(١) الأجهر : الذي لا يبصر في الشمس.
(٢) الهيف : ضمور البطن.
(٣) اللمى : سمرة في الشفة تستسحن.