ثلاث لغات : «كأين» كعين ، والثانية «كاين» لا همز فيه ، والثالث ما ذكر وتوافق كائن «كم» في خمسة أمور : الإبهام ، والافتقار إلى التّمييز ، والبناء ، ولزوم التّصدير ، وإفادة التّكثير تارة ، والاستفهام أخرى ، وهو نادر ، قال أبيّ بن كعب لزرّ بن حبيش : «كائن تقرأ» ونص الحديث : «كائن تعدّ سورة الأحزاب آية» أي كم تعدّها ، «قال : ثلاثا وسبعين». وتخالف «كائن» «كم» في خمسة أمور :
(١) أنّها مركّبة ، وكم بسيطة على الصحيح.
(٢) أنّ مميّزها مجرور بمن غالبا ، حتى زعم ابن عصفور لزومه ، ومنه قول ذي الرّمّة :
وكائن ذعرنا من مهاة ورامح |
بلاد العدا ليست له ببلاد |
(٣) أنّها لا تقع استفهاميّة عند الجمهور.
(٤) أنّها لا تقع مجرورة خلافا لمن جوّز : «بكأيّن تبيع هذا».
(٥) أنّ خبرها لا يقع مفردا. وقد تعمل «كائن» عمل «ربّ» في معنى القلة.
كأنّ :
من أخوات «إنّ» وأحكامها كأحكامها (انظر إن وأخواتها). وقد تدخل عليها «ما» الزائدة الكافّة ، فتكفّها عن العمل وتهيّئها للدّخول على الجملة الفعلية نحو (كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ)(١).
ول «كأنّ» اربعة معان :
(١) التّشبيه المؤكّد ، وهو الغالب المتّفق عليه ، وشرط بعضهم بهذا المعنى أن يكون الخبر جامدا نحو «كأن زيدا أسد».
(٢) الشّكّ والظنّ ، إذا لم يكن الخبر جامدا نحو «كأنّ خالدا عالم بخبر جاره».
(٣) التّحقيق (٢) ، نحو قول الحارث بن خالد يرثي هشام بن المغيرة :
فأصبح بطن مكّة مقشعرا |
كأنّ الأرض ليس بها هشام |
(٤) التّقريب ، نحو «كأنّك بالغائب حاضر» و «كأنّك بالفرج آت».
وإعراب هذا : الكاف حرف خطاب ، والباء زائدة في اسم «كأنّ» ، وقال بعضهم : الكاف اسم «كأنّ». وفي الأمثلة : حذف مضاف ، والتقدير : كأنّ زمانك مقبل بالغائب ، أو كأنّ زمانك مقبل بالفرج ، والباء : بمعنى «في» ، ويجوز وقوع «كأنّ» مع اسمها وخبرها في موضع وقوع الجمل إذا كان المعنى على التّشبيه ، فتقول في الصّفة : «مررت
__________________
(١) الآية «٦» من سورة الأنفال «٨».
(٢) ذكره الكوفيون والزجاجي.