بمعنى «ألا» الاستفتاحية. وقال بعضهم : كلّا : تنفي شيئا وتوجب غيره. وأقرب ما يقال في ذلك ـ كما يقول ابن فارس ـ أنّ كلّا تقع في تصريف الكلام على أربعة أوجه : الرّدّ ، والرّدع ، وصلة اليمين ، وافتتاح الكلام بها كألا ، وأتى بأمثلة من القرآن على هذه الأقوال (١).
الكلام : هو القول المفيد بالقصد ، والمراد بالإفادة : ما يدلّ على معنى يحسن السّكوت عليه ، وأقلّ ما يتألّف الكلام من اسمين نحو «العلم نور» أو من فعل واسم نحو : «ظهر الحقّ» ومنه «استقم» فإنّه مركّب من فعل الأمر المنطوق به ، ومن الفاعل الضّمير المخاطب المقدّر بأنت ، ويقول سيبويه في استقامة الكلام وإحالته : فمنه مستقيم حسن ، ومحال ، ومستقيم كذب ، ومستقيم قبيح ، وما هو محال كذب.
فأمّا المستقيم الحسن فقولك : «أتيتك أمس ، وسآتيك غدا».
وأمّا المحال ، فأن تنقض أوّل كلامك بآخره فتقول : «أتيتك غدا وسآتيك أمس».
وأمّا المستقيم الكذب فقولك : «حملت الجبل» و «شربت ماء البحر» ونحوه.
وأمّا المستقيم القبيح فأن تضع اللّفظ في غير موضعه نحو قولك : «قد زيدا رأيت» و «كي زيدا يأتيك» وأشباه هذا.
وأمّا المحال الكذب فأن تقول : «سوف أشرب ماء البحر أمس».
الكلمة :
١ ـ تعريفها :
لفظ وضع لمعنى مفرد (٢) ، وأقلّ ما تكون عليه الكلمة حرف واحد ، فممّا جاء على حرف من الأسماء : تاء الفاعل في مثل «قمت» والكاف في نحو «أكرمتك» والهاء في نحو «منحته» ومن الأفعال تقول «ر» بمعنى انظر ، و «ق» من الوقاية.
الكلم : هو اسم جنس جمعي ، واحده كلمة ، ولا يكون أقلّ من ثلاث كلمات ، أفاد أم لم يفد ، وهو اسم ، وفعل ، وحرف جاء لمعنى.
كلّما : هي «كل» دخلت عليها «ما»
__________________
(١) انظر كتاب ابن فارس في كلا.
(٢) وقد تطلق «الكلمة» لغة ويراد بها الكلام مثل قوله تعالى : (كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها) إشارة إلى قوله تعالى حكاية عن الإنسان (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) من الآيتين «٩٩ و ١٠٠» من سورة المؤمنين «٢٣».