بفتحهما بقراءة ابن كثير وأبي عمرو.
(الثاني) رفع ما بعدهما (١) ، كالآية المتقدّمة في قراءة الباقين (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ) وقول عبيد الراعي :
وما هجرتك حتّى قلت معلنة |
لا ناقة لي في هذا ولا جمل (٢) |
(الثالث) فتح الأوّل ورفع الثّاني (٣) كقول هنيّ بن أحمر الكناني :
هذا لعمركم الصّغار بعينه |
لا أمّ لي إن كان ذاك ولا أب |
وقول جرير يهجو نمير بن عامر :
بأي بلاء يا نمير بن عامر |
وأنتم ذنابى لا يدين ولا صدر (٤) |
(الرابع) رفع الأوّل وفتح الثاني (٥) كقول أميّة بن أبي الصّلت :
فلا لغو ولا تأثيم فيها |
وما فاهوا به أبدا مقيم (٦) |
(الخامس) فتح الأوّل ونصب الثاني (٧). كقول أنس بن العباس بن مرداس السلمي :
لا نسب اليوم ولا خلّة |
اتّسع الخرق على الرّاقع (٨) |
وهو أضعف تلك الأوجه.
٤ ـ العطف على اسم «لا» من غير تكرارها :
إذا لم تتكرّر «لا» وعطفت على اسمها ، وجب فتح الأوّل وجاز في الثاني النّصب عطفا على اسم لا ، والرّفع عطفا على محلّ «لا» مع اسمها ، وامتنع
__________________
(١) ووجهه أن تجعل «لا» الأولى ملغاة لتكرّرها ، وما بعدها مرفوع بالابتداء ، أو على إعمال «لا» عمل ليس ، وعلى الوجهين فـ «لنا» خبر عن الاسمين ، إن قدّرت «لا» الثانية تكرارا للأولى ، وما بعدها معطوف ، فإن قدّرت الأولى مهملة والثّانية عاملة عمل ليس أو بالعكس فـ «لنا» خبر عن إحداهما وخبر الأخرى محذوف.
(٢) برفع ناقة وجمل ، والمعنى : ما تركتك حتّى تبرأت منّي ، وقوله «لا ناقة لي ولا جمل» مثل ضربه لبراءتها منه.
(٣) ووجهه أنّ «لا» الأولى عاملة عمل «إن» و «لا» الثانية زائدة وما بعدها معطوف على محل «لا» الأولى مع اسمها ، ويجوز عند سيبويه أن يقدّر لهما خبر واحد ، وعند غيره لا بدّ لكلّ واحد من خبر.
(٤) «بأي» متعلق بمحذوف تقديره : بأي بلاء تفتخرون وأراد «بالذّنابى» الأتباع ، والمعنى لستم برءوس بل أتباع ، لا يدين لكم ولا صدر.
(٥) ووجهه أن «لا» الأولى ملغاة ، أو عملها عمل ليس ، و «لا» الثانية عاملة عمل «إن» وتقدير الخبر في هذا الوجه كالذي قبله سواء على المذهبين.
(٦) اللغو : الباطل ، «التأثيم» من أثّمته : إذا قلت له أثمت ، والمعنى : ليس في الجنة قول باطل ولا تأثيم أحد لأحد.
(٧) وجهه أن «لا» الأولى عاملة عمل «إن» و «لا» الثانية زائدة ، وما بعدها منصوب منون بالعطف على محلّ اسم «لا» الأولى.
(٨) الخلّة : الصداقة. الخرق : الفتق.