ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد |
إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي (١) |
وتارة يراد بهما التّوبيخ أو الإنكار وهو الغالب كقوله :
ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته |
وآذنت بمشيب بعده هرم (٢) |
ومثله قول حسّان بن ثابت :
حار بن عمرو ألا أحلام تزجركم |
عنّا وأنتم من الجوف الجماخير (٣) |
وجاء خبر «ألا» جملة فعلية.
وتارة يراد بها التمني وهو كثير كقوله :
ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه |
فيرأب ما أثأت يد الغفلات (٤) |
فعند سيبويه والخليل أن «ألا» هذه بمنزلة «أتمنّى». فلا خبر لها ، وبمنزلة «ليت» فلا يجوز مراعاة محلّها مع اسمها ، ولا إلغاؤها إذا تكرّرت ، وخالفهما المازني والمبرّد فجعلاها كالمجرّدة من همزة الاستفهام. وهذه الأقسام الثّلاثة مختصّة بالدّخول على الجملة الاسميّة.
٧ ـ حذف خبر «لا» :
يكثر حذف خبر «لا» إن دلت عليه قرينة نحو : (قالُوا : لا ضَيْرَ)(٥) أي علينا ، ونحو «لا بأس» أي عليك ، وحذف الخبر المعلوم يلتزمه التّميميّون والطّائيّون. ويجب ذكر الخبر إذا جهل نحو : «لا أحد أغير من الله عزوجل».
٨ ـ حذف اسم «لا» :
ندر من هذا الباب حذف الاسم وإبقاء الخبر ، من ذلك قولهم : «لا عليك» يريدون : لا بأس عليك ، (انظر لا عليك).
٩ ـ الخبر أو النّعت أو الحال إذا اتصل ب «لا» :
__________________
(١) «ألا» هو مجرد الاستفهام عن النفي ، والحرفان باقيان على معناهما وهو قليل «لسلمى» متعلّق بخبر محذوف تقديره : حاصل ، المعنى : إذا لاقيت ما لاقاه أمثالي من الموت ، هل عدم الاصطبار ثابت لسلمى أم لها تجلّد وتثبّت ، وأدخل «إذا» الظّرفية على المضارع بدل الماضي وهو قليل.
(٢) «ألا» الهمزة للاستفهام و «لا» لنفي الجنس قصد بها التّوبيخ والإنكار «ارعواء» اسمها والخبر محذوف ، ومعناه : الانكفاف عن القبيح.
(٣) الجوف : جمع أجوف وهو الواسع الجوف ، وقال ابن الشجري : هو الذي لا رأي له ولا حزم ، والجماخير : جمع جمخور : العظيم الجسم القليل العقل.
(٤) «ألا» كلمة واحدة للتمني ، وقيل الهمزة للاستفهام دخلت على «لا» التي لنفي الجنس ولكن أريد به التمني «عمر» اسمها مبني على الفتح وجملة «ولّى» صفة له ، وكذا جملة «مستطاع رجوعه» صفة أخرى وقوله «فيرأب» بالنصب جواب التمني من رأبت الإناء إذا أصلحته ، ومعنى «أثأت» أفسدت.
(٥) الآية «٥٠» من سورة الشعراء «٢٦».