إذا اتصل ب «لا» خبر أو نعت أو حال وجب تكرارها فالخبر نحو : (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ)(١) والنعت نحو : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ)(٢) والحال نحو «جاء محمّد لا خائفا ولا آسفا».
لا النّاهية : هي «لا» الطّلبيّة نهيا كانت نحو قوله تعالى : (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ)(٣) أو دعاء نحو : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا)(٤).
وجزمها المضارع المبدوء بالهمزة أو النّون مبنيّين للفاعل نادر ، كقول النابغة :
لا أعرفن ربربا حورا مدامعها |
مردّفات على أعقاب أكوار (٥) |
وقول الوليد بن عقبة :
إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد |
لها أبدا ما دام فيها الجراضم (٦) |
ويكثر جزمهما مبنيين للمفعول نحو : «لا أخرج» و «لا نخرج» لأنّ المنهيّ غير المتكلم.
الآن : ظرف مبنيّ على الفتح في محل نصب ، رغم أنّه لا يجيء إلّا بالألف واللّام ، وسبب بنائه أنه وقع في أوّل أحواله بالألف واللّام ، وهو اسم للزّمان الحاضر ، وعند بعضهم : هو الزّمان الذي هو آخر ما مضى وأوّل ما يأتي من الأزمنة.
ألائي : (= الّاتي والّائي)
لا أبالك : وإنما ثبتت الألف مع أنّه غير مضاف في الظّاهر لأنّ أصلها ـ على قول أبي علي الفارسي ـ لا أباك أي إنّها مضافة واللّام مقحمة. وربّما قالوا «لاب لك» بحذف همزة أب ، وقالوا «لا أباك» بحذف اللام المقحمة ، وقالوا أيضا : «لا أب لك» وكل ذلك دعاء في المعنى لا محالة ، وفي اللّفظ خبر أي أنت عندي ممّن يستحقّ أن يدعى عليه بفقد أبيه ، هذا في الأصل ، ولكنّه خرّج بعد ذلك خروج المثل ، قال الخليل : معناه : لا كافل لك عن نفسك.
وقال الفرّاء : هي كلمة تفصل بها العرب كلامها.
وقد تذكر في معرض الذّم ، وفي معرض التّعجّب ، وفي معنى جدّ في أمرك وشمرّ.
وإعرابها : لا : نافية للجنس ، و «أب»
__________________
(١) الآية «٤٧» من سورة الصافات «٣٧».
(٢) الآية «٣٥» من سورة النور «٢٤».
(٣) الآية «١٣» من سورة لقمان «٣١».
(٤) الآية «٢٨٦» من سورة البقرة «٢».
(٥) الربرب : القطيع من بقر الوحش. حور : جمع حوراء ، من الحور : وهو شدة بياض بياض العين مع شدة سواد سوادها ، والأكوار : جمع كور وهو الرحل ، شبه النساء ببقر الوحش.
(٦) الجراضم : الأكول الواسع البطن.