لبّيك : من لبّ بالمكان لبّا ، وألبّ : أقام به ولزمه ، فمعنى قولهم : «لبّيك» لزوما لطاعتك ، أو أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة ، وإنّما كان على هيئة المثنى ليفيد معنى التّكرار ، ومعناه على هذا : إجابة لك بعد إجابة.
وإعرابه : النّصب على المصدر كقولك : «حمدا لله وشكرا» وهو ملازم للإضافة للمخاطب في الأكثر ، وشذّ إضافته إلى ضمير الغائب في قول الرّاجز :
إنّك لو دعوتني ودوني |
زوراء ذات منزع بيون (١) |
لقلت «لبيّه» لمن يدعوني.
كما شدّ إضافته إلى الظّاهر في قول أعرابيّ من بني أسد :
دعوت ـ لما نابني ـ مسورا |
فلبّى فلبّي يدي مسور (٢) |
الّتان : اسم موصول لتثنية «التي» بالألف رفعا ، و «اللّتين» بالياء المفتوح ما قبلها جرّا ونصبا.
وتميم وقيس تشدّدان النّون فيه للتعويض من المحذوف ، أو للتأكيد فرقا بينه وبين المعرب في التثنية ، ولا يختصّ ذلك بحالة الرفع فيقولون «اللّتانّ» و «اللّتينّ» وبلحارث بن كعب وبعض ربيعة ، يحذفون نون اللّتان قال الأخطل :
هما اللّتا لو ولدت تميم |
لقيل فخر لهم صميم |
الّتي : اسم موصول ، للمفردة المؤنّثة عاقلة كانت نحو : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها)(٣) أو غير عاقلة نحو : (ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها)(٤) (انظر اسم الموصول).
اللّتيّا : تصغير «الّتي» (انظر التصغير ١٣).
اللّتيّات : جمع «الّتيّا» تصغير «الّتي».
(انظر التصغير ١٣).
اللّتيّان : مثنى «اللّتيّا» مصغر «الّتي».
(انظر التصغير ١٣).
__________________
(١) الزوراء : الأرض البعيدة ، المنزع : الفراغ الذي في البئر ، البيون : الواسعة ، وفي البيت التفات من الخطاب إلى الغيبة في قوله : لبيه بعد قوله : إنك.
(٢) نابني : أصابني ، فلبّى : قال : لبّيك وهو فعل ماض (فلبّي يدي مسور) أي أجبته إجابة بعد إجابة إذا سألني في أمر ينوبه جزاء غرمه الدية التي لزمتني.
(٣) الآية «١» من سورة المجادلة «٥٨».
(٤) الآية «١٤٢» من سورة البقرة «٢».