شروط العمل ، فمن عمل الجمع قول طرفة بن العبد :
ثمّ زادوا أنّهم في قومهم |
غفر ذنبهم غير فخر |
ف «غفر» جمع غفور ، ومثله قول الكميت :
شمّ مهاوين أبدان الجزور مخا |
ميص العشيّات لا خور ولا قزم |
ف «مهاوين» : جمع مهوان مبالغة في : «مهين» و «مخاميص» : جمع مخماص : وهو الشديد الجوع.
وقد سبق قريبا الاستشهاد على الجمع في قول زيد الخيل : «مزقون عرضي».
٤ ـ صيغ لمبالغة الفاعل قليلة الاستعمال ، وهي :
(١) فاعول ك «فاروق».
(٢) فعّيل ك «صدّيق».
(٣) فعّالة ك «علّامة» و «فهّامة».
(٤) فعلة ك «ضحكة» و «ضجعة».
(٥) مفعيل ك «معطير» ولا تعمل هذه عمل تلك.
المبتدأ :
١ ـ تعريفه :
المبتدأ اسم صريح ، أو بمنزلته ، مجرّد عن العوامل اللّفظيّة ، أو بمنزلته ، مخبر عنه ، أو وصف رافع لمكتف به.
وتعريفه عند سيبويه : المبتدأ كلّ اسم ابتدىء ليبنى عليه كلام ، فالابتداء لا يكون إلا بمبنيّ عليه ـ وهو الخبر ـ فالمبتدأ الأوّل ، والمبني عليه ما بعده فهو مسند ، ـ أي الخبر ـ ومسند إليه ـ وهو المبتدأ ـ.
فالاسم الصّريح نحو «الله ربّنا». والذي بمنزلته نحو قوله تعالى : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ)(١) فأن تصوموا في تأويل صومكم ، وخبره «خير لكم» (٢).
والمجرّد عن العوامل اللفظيّة كما مثلنا ، والذي بمنزلته قوله تعالى : (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ)(٣) ونحو «بحسبك درهم» «فخالق» في الآية و «بحسبك» مبتدآن ، وإن كان ظاهرهما مجرورا ب «من» و «الباء» الزّائدتين ، لأنّ وجود الزّائد كلا وجود ومنه عند سيبويه قوله
__________________
(١) الآية «١٨٤» من سورة البقرة «٢».
(٢) ومثله : المثل المشهور (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) فتسمع مبتدأ وهو في تأويل : سماعك وقبله أن مقدرة ، والذي حسّن حذف «أن» من تسمع ثبوتها في «أن تراه» والفرق بين هذا وقوله تعالى : (وَأَنْ تَصُومُوا) أن السبك في المثل شاذّ ، وفي الآية وأمثالها مطّرد ، ومثله في التأويل بمصدر قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) فأنذرتهم مبتدأ وهو في تأويل «إنذارك» و «أم لم تنذرهم» معطوف عليه ، و «سواء» خبر مقدم ، والتقدير : إنذارك وعدمه سواء عليهم.
(٣) الآية «٣» من سورة فاطر «٣٥».