بضم النون ، وفتحها بعد الياء لغة لبني أسد حكاها الفرّاء كقول حميد بن ثور يصف قطاة :
على أحوذيّين استقلّت عشيّة |
فما هي إلّا لمحة وتغيب (١) |
المجاورة : قد تعطى الكلمة حركة الكلمة المجاورة كقول بعضهم : «هذا جحر ضبّ خرب» بجرّ «خرب» والأصل فيه الضمّ لأنّه صفة لجحر فبمجاورته ل «ضب» وهو مجرور بالإضافة ـ جرّ «خرب» مثله ولم يخرج عن كونه صفة لجحر ولكن منع من ظهور الضمّة حركة المجاورة ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ)(٢) فيمن جرّهما والأصل أن «وحور» معطوف على «ولدان» لا على (بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ).
ومثله قول امرىء القيس :
كأنّ ثبيرا في عرانين وبله |
كبير أناس في بجاد مزمّل (٣) |
ف «مزمّل» تأثّر بحركة الكلمة قبلها «بجاد» بحكم المجاورة ، وهو في الحقيقة والمعنى : صفة ل «كبير».
المجزوم بجواب الطلب :
(انظر المضارع المجزوم بجواب الطلب).
مذ ومنذ : ١ ـ هما حرفان من حروف الجرّ يختصّان بالزّمان ، قال سيبويه : مذ للزّمان مثل من للمكان ، ويشترط في هذا الزّمان أن يكون معيّنا لا مبهما ، ماضيا أو حاضرا لا مستقبلا ، تقول : «ما رأيته مذ يوم الجمعة» أو «مذ يومنا» ولا تقول : مذ يوم ، ولا أراه مذ غد ومثلها : منذ أما حركة الذال في منذ ومذ فقد أجمعت العرب على ضمّ الذّال في منذ إذا كان بعدها متحرّك أو ساكن كقولك : لم أره منذ يوم ، ومنذ اليوم ، وعلى إسكان مذ ، إذا كان بعدها متحرك ، وتحريكها بالضّمّ أو الكسر إذا كان بعدها ألف وصل ، ومثله الأزهري فقال : كقولك : لم أره مذ
__________________
(١) الرّواية بفتح النون من «أحوذيّين» تثنية أحوذي.
وهو الخفيف في المشي لحذقه ، وأراد بالأحوذيين هنا جناحي قطاة يصفهما بالخفّة وفاعل استقلت ضمير القطاة ، والمعنى أن القطاة ارتفعت في الجو عنه على جناحين ، فما يشاهدها الرائي إلا لمحة وتغيب عنه.
(٢) الآية «١٧ و ٢٣» من سورة الواقعة (٥٦) والآيات هي (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ ، بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ، لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ ، وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ، وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ، وَحُورٌ عِينٌ ، كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ).
(٣) ثبير : اسم جبل بعينه ، عرانين : جمع عرنين وهو الأنف استعار العرانين لأوائل المطر.
البجاد : كساء مخطّط ، التزميل : التلفيف بالثياب.