(٦) أن يسمع بالحذف لا غير ، كقولهم في المثل لمن ذكر أمرا تقادم عهده «حينئذ الآن» (١) أي كان ذلك حينئذ ، واسمع الآن.
٤ ـ ما ينصب وما لا ينصب من أسماء الزّمان والمكان :
أسماء الزّمان كلّها صالحة للنّصب على الظّرفيّة ، سواء في ذلك مبهمها ك «حين» و «مدّة» أو مختصّها ك «يوم الخميس» و «شهر رمضان» أم معدودها ك «يومين» و «أسبوعين» ، أمّا أسماء المكان فلا ينصب منها إلّا نوعان.
(أحدهما) : المبهم : وهو ما افتقر إلى غيره في بيان معناه كأسماء الجهات السّت ، وهي «فوق ، تحت ، يمين ، شمال ، أمام ، وراء» وشبهها في الشّيوع ك : «ناحية ، وجانب ، ومكان ، وبدل» ، وأسماء المقادير نحو : «ميل ، وفرسخ ، وبريد».
(الثاني) : ما اتّحدت مادّته ، ومادّة عامله ، نحو «رميت مرمى سليمان» و «جلست مجلس القاضي» ومنه قوله تعالى : (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ)(٢). وعلى هذا فلا ينصب المختصّ من اسم المكان ، وهو ما له حدود معيّنة كالدّار ، والمدرسة ، بل يجرّ بفي.
٥ ـ حذف «في» واعتبار ما بعدها ظرف مكان :
يكثر حذف «في» من كل اسم مكان يدلّ على معنى القرب أو البعد حتّى يكاد يلحق بالقياس نحو : «هو منّي منزلة الولد» و «هو مني مناط الثّريّا فالأوّل : في قرب المنزلة ، والثاني : في ارتفاع المنزلة ، ومن الثاني قول الشاعر :
وإنّ بني حرب كما قد علمتم |
مناط الثّريّا قد تعلّت نجومها (٣) |
٦ ـ الظّرف نوعان :
متصرّف ، وغير متصرّف :
فالمتصرّف : ما يفارق الظّرفيّة إلى حالة لا تشبهها ، كأن يقع مبتدأ أو خبرا ، أو فاعلا ، أو مفعولا ، أو مضافا إليه ، ك : «اليوم ، والميل ، والفرسخ» تقول : «اليوم يوم مبارك» و «أحببت يوم قدومك» و «الميل ثلث الفرسخ».
وغير المتصرّف : وهو نوعان ما لا يفارق الظّرفيّة أصلا ك : «قط»
__________________
(١) يقصد من المثل : نهي المتكلم عن ذكر ما يقوله وأمره بسماع ما يقال له.
(٢) الآية «٩» من سورة الجن «٧٢».
(٣) يقول : هم في ارتفاع المنزلة كالثّريا إذا استعلت ، ومناطها السّماء ونطت الشيء بالشيء إذا علّقته به.