تقنت منكن لله ورسوله (١).
أما المفرد المذكر فكثير.
من النّكرة الموصوفة : وتدخل عليها «ربّ» دليلا على أنّها نكرة وذلك في قول الشّاعر :
ربّ من أنضجت غيظا قلبه |
قد تمنى لي موتا لم يطع |
واستشهد سيبويه على ذلك بقول عمرو بن قميئة :
يا ربّ من يبغض أذوادنا |
رحن على بغضائه واغتدين |
وظاهر في البيتين أنها واقعة على الآدميّين ـ أي للعاقل ...
كما أنها وصفت بالنّكرة في نحو قولهم «مررت بمن معجب لك». ومثالها قول الفرزدق :
إني وإيّاك إذ حلّت بأرحلنا |
كمن بواديه بعد المحل ممطور |
أي كشخص ممطور بواديه.
من الجارّة : وهي من حروف الجرّ ، وتجرّ الظّاهر والمضمر نحو : (وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ)(٢) ، وزيادة «ما» بعدها لا تكفّها عن العمل ، نحو : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا)(٣) ولها خمسة عشر معنى نجتزىء منها بسبع :
(١) بيان الجنس نحو : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ)(٤).
(٢) التبعيض نحو : (حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)(٥).
(٣) ابتداء الغاية «المكانيّة» نحو : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(٦) و «الزّمانيّة» نحو : (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ)(٧) وقول النّابغة يصف السّيوف :
تخيّرن من أزمان يوم حليمة |
إلى اليوم قد جرّبن كلّ التّجارب (٨) |
(٤) الزّائدة ، وفائدتها : التوكيد ، أو التنصيص على العموم ، أو تأكيد التّنصيص عليه ، ولا تكون زائدة إلّا بشروط ثلاثة :
(١) أن يسبقها نفي ، أو نهي ، أو استفهام ب «هل».
__________________
(١) الآية «٢٥» من سورة نوح «٧١».
(٢) الآية «٣١» من سورة الكهف «١٨».
(٣) الآية «٢» من سورة الأنبياء «٢١».
(٤) الآية «٩٨» من سورة مريم «١٩».
(٥) الآية «٩٢» من سورة آل عمران «٣».
(٦) الآية «١» من سورة الإسراء «١٧».
(٧) الآية «١٠٨» من سورة التوبة «٩».
(٨) الضمير في «تخيّرن وجرّبن» للسيوف ، و «يوم حليمة بين الغساسنة والمناذرة ، وحليمة هي بنت الحارث بن أبي شمر الغساني ، وحليمة هذه طيبت الفرسان تفاؤلا بالنّصر فسمّي اليوم باسمها وقيل فيه المثل «ما يوم حليمة بسرّ».