وتمتنع الإضافة في النداء إلى «كاف الخطاب» كقولك «يا غلامك» لأنّه لا يجوز الجمع بين خطابين ، ويجوز في النّدبة ، أمّا الغائب والمتكلّم فيجوز نحو «يا غلامه» لمعهود ، أو «يا غلامي» أو «يا غلامنا» (١). فإذا أضيف المنادى إلى ضمير المتكلم فأجّود الوجوه حذف الياء نحو قوله تعالى : (يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً)(٢) وسيأتي تفصيل ذلك في رقم ٨ من هذا البحث.
(٣) الشّبيه بالمضاف ، وهو ما اتّصل به شيء من تمام معناه ، معمولا له ، نحو «يا ضاحكا وجهه» و «يا سامعا دعاء المظلوم».
(ج) ما يجوز ضمّه وفتحه :
ما يجوز ضمّه على الأصل ، وفتحه على الإتباع ، نوعان :
(١) أن يكون علما مفردا موصوفا بابن متّصل به ، مضاف إلى علم نحو «يا خالد بن الوليد» والمختار الفتح لخفّته ، ومنه قول رؤبة :
يا حكم بن المنذر بن الجارود |
سرادق المجد عليك ممدود |
فإن انتفى شرط ممّا ذكر تعيّن الضّمّ كما إذا قلت «يا رجل ابن عليّ» و «يا أحمد ابن عمّي» لانتفاء علمية المنادى في الأولى ، وعلمية المضاف إليه في الثانية ، وفي نحو «يا خالد الشجاع ابن الوليد» ، لوجود الفصل ، ونحو «يا عليّ الفاضل» لأنّ الصفة غير ابن. والوصف ب «ابنة» كالوصف بابن نحو «يا عائشة ابنة صالح» بخلاف «بنت» لقلّة استعمالها في نحو ذلك.
(٢) أن يكون مكرّرا مضافا نحو قوله :
فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا |
ويا سعد سعد الخزرجيّين الغطارف |
وقول جرير :
يا تيم تيم عديّ لا أبا لكم |
لا يلفينّكم في سوءة عمر |
فالثّاني : واجب النّصب ، والوجهان في الأول ، فإن ضممته وهو الأكثر فالثّاني عطف بيان أو بدل بإضمار «يا» أو «أعني» وإن فتحته فهو مضاف لما بعد الثاني ، والثّاني زائد بينهما.
٥ ـ يجوز تنوين المنادى المبني للضّرورة :
يجوز تنوين المنادى المبنيّ في الضرورة بالإجماع ، ثم اختلفوا : هل الأولى بقاء ضمّه مع التّنوين ، أو نصبه مع التنوين ،
__________________
(١) كما في المقتضب وأمالي الشجري.
(٢) الآية «٥١» من سورة هود «١١».