قرىء : (قالَ ابْنَ أُمَ) بالوجهين ، ولا يكادون يثبتون «الياء ولا الألف» إلّا في الضّرورة كقول أبي زبيد الطّائي في مرثية أخيه :
يا ابن أمّي ويا شقيّق نفسي |
أنت خلّفتني لدهر شديد |
وقول أبي النّجم العجلي :
يا ابنة عمّا لا تلومي واهجعي |
لا يخرق اللّوم حجاب مسمعي |
١١ ـ أسماء لازمت النّداء :
منها «يا فل أقبل» و «يا فلة اقبلي بمعنى : رجل ، وامرأة ، لا بمعنى «محمد وسعدى» ونحوهما ، لأنّ كناية الأعلام هي «فلان وفلانة». وليس هذا مرخّما بل وضعه العرب بحرفين.
ومنها «يا لؤمان» بضم اللام بمعنى كثير اللّؤم ، ويا «نومان» بفتح النون بمعنى كثير النّوم.
ومنها «فعل» معدول عن «فاعل» ك «يا غدر» و «يا فسق» سبّا للمذكّر بمعنى : يا غادر ويا فاسق ، وهو سماعيّ ، ومنه قولهم : «يا هناه» أقبل ، ومعناه : يا رجل سوء ، ومنه «يا ملكعان» و «يا مرتعان» و «يا محمقان». ومنها «فعال» معدول عن فاعلة أو فعيلة ك «يا فساق» و «يا خباث» و «يا لكاع» سبّا للمؤنّث بمعنى يا فاسقة ويا خبيثة. أمّا قول أبي الغريب النّصري يهجو امرأته : وقيل الحطيئة :
أطوّف ما أطوّف ثمّ آوي |
إلى بيت قعيدته لكاع |
باستعمال «لكاع» خبرا لقعيدته وهذا من الضّرورة ، وينقاس «فعال» هنا و «فعال» بمعنى الأمر ك «نزال» من كلّ فعل ثلاثيّ تامّ متصرّف نحو «كسل ولعب» بخلاف نحو «دحرج» وكان ونعم وبئس.
١٢ ـ نداء المجهول الاسم ، أو مجهولته :
يقال في نداء المجهول الاسم ، أو المجهولته «يا هن» و «يا هنت» وفي التّثنيّة «يا هنان ويا هنتان» وفي الجمع «يا هنون» و «يا هنات».
النّدبة : النّدبة : تفجّع ونوح من حزن وغمّ يلحق النّادب على المندوب عند فقده.
١ ـ المندوب :
هو المتفجّع عليه لفقده حقيقة كقول جرير يندب عمر بن عبد العزيز :
«وقمت فيه بأمر الله يا عمرا» أو تنزيلا كقول عمر بن الخطّاب ، وقد أخبر بجدب أصاب بعض العرب : واعمراه» (١).
__________________
(١) واعمراه : وا : حرف ندبة ، عمراه منادى مندوب مبني على الضم المقدّر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف في محل نصب ، والألف للنّدبة ، والهاء للسكت.