عثمان ، والمذموم : أبو جهل.
وقد يتقدّم المخصوص على الفعل فيتعيّن كونه مبتدأ ، وما بعده خبر نحو «العلم نعم الذّخر».
وقد يحذف إذا دلّ عليه دليل ممّا تقدّمه نحو : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ)(١) أي أيّوب. وجواز حذف المخصوص أو تقديمه إنما هو في مخصوص الفاعل الظّاهر ، دون مخصوص الضّمير.
٤ ـ يستعمل وزن «فعل» استعمال «نعم وبئس» :
كلّ فعل ثلاثيّ صالح للتّعجّب منه (٢) يجوز استعماله على «فعل» بضم العين ، إمّا بالأصالة : ك «ظرف وشرف» أو بالتّحويل ك «فهم» و «ضرب» لإفادة المدح أو الذّمّ ، فيجري حينئذ مجرى «نعم وبئس» في حكم الفاعل والمخصوص ، تقول في المدح «فهم الرجل عليّ» وفي الذّمّ «خبث الرجل عمرو» فإن كان الفعل معتلّ العين بقيت على قلبها ألفا مع تقدير تحويله إلى «فعل» بالضم نحو «نال الرّجل عليّ» ، (ساءَتْ مُرْتَفَقاً)(٣) أي ما أقوله وما (٤) أسوأها أي النّار. وإن كان معتلّ اللّام ردّت الواو إلى أصلها إن كان واويّا ، وقلبت الياء واوا إن كان يائيّا فتقول في غزا ورمى : غزوا ورموا.
وهذه الأفعال المحوّلة تخالف نعم وبئس في ستّة أشياء : اثنان في معناها : وهما إفادتها التّعجّب ، وكونها للمدح الخاصّ واثنان في فاعلها المضمر ، وهما جواز عوده ، ومطابقته لما قبله ، بخلاف «نعم» فإنّه يتعيّن في فاعلها المضمر عوده على التّمييز بعده ، ولزومه حالة واحدة ، فنحو «محمّد كرم رجلا» يجوز فيه عود ضمير «كرم» إلى محمّد ، وإلى رجل ، فعلى الأوّل تقول : «المحمّدون كرموا رجالا» ، وعلى الثّاني «المحمّدون كرم رجالا» واثنان في فاعلها الظّاهر ، وهما جواز خلوّه من «أل» نحو : (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً)(٥) وكثرة جرّه بالباء الزّائدة ، تشبيها ب «أسمع بهم» نحو :
حبّ بالزّور الذي لا يرى |
منه إلّا صفحة أو لمام (٦) |
__________________
(١) الآية «٤٤» من سورة ص «٣٨».
(٢) أي بأن يستوفي شروطه المذكورة في التعجب.
(٣) الآية «٢٩» من سورة الكهف «١٨».
(٤) الآية «٤٤» من سورة ص «٣٨».
(٥) الآية «٦٩» من سورة النساء «٤».
(٦) الزّور : الزائر ، ويكون للواحد والجمع مذكرا أو مؤنثا وصفحة : جانب ، واللّمام : جمع لمّة ، وهو الشعر يجاوز شحمة الأذن ، المعنى : ما أجمل الزائر سريع الترحّل.