فعل ، واسم فعل ، وحرف. وتخفض بواحد من اثنين : حرف ، واسم.
وهذه العوامل على قسمين :
(١) ما تمتنع معه نون الوقاية.
(٢) وما تلحقه.
فالذي تلحقه نون الوقاية على أربعة أحوال :
وجوب ، وجواز بتساو ، ورجحان الثبوت ، ورجحان التّرك.
(٢) وجوب نون الوقاية :
تجب نون الوقاية قبل ياء المتكلّم إذا نصبها «فعل ، أو اسم فعل ، أو ليت» فأمّا الفعل فنحو «دعاني» في الماضي ، و «يكرمني» في المضارع و «اهدني» في الأمر ، وتقول : «ذهب القوم ما خلاني ، أو ما عداني ، أو ما حاشاني» بنون الوقاية ، إن قدّرتهنّ أفعالا ، فإن قدّرتهنّ أحرف جرّ ، و «ما» زائدة أسقطت النون ، وتقدير الفعلية هو الرّاجح إلّا في حاشا (١) فتثبت النّون ، قال الشاعر :
تملّ النّدامى ما عداني فإنّني |
بكلّ الذي يهوى نديمي مولع |
وتقول : «ما أفقرني إلى عفو الله» «وما أحسنني إن اتّقيت الله». وهذان المثالان لفعل التّعجّب ، والأصحّ أنه فعل ، وتقول «عليه رجلا ليسني» (٢) أي ليلزم رجلا غيري والأصحّ في ليس أنها فعل ، وأمّا قول رؤبة :
عددت قومي كعديد الطّيس |
إذ ذهب القوم الكرام ليسي (٣) |
فضرورة.
وأمّا نحو : (تَأْمُرُونِّي)(٤) ، و (أَتُحاجُّونِّي)(٥) بتخفيف النون في قراءة نافع ، فالمحذوف نون الرّفع وقيل نون الوقاية (٦).
وأمّا اسم الفعل فنحو «دراكني» بمعنى أدركني و «تراكني» بمعنى اتركني ، و «عليكني» بمعنى الزمني ، وأمّا «ليت» فقد وجبت فيها نون الوقاية أيضا لقوّة شبهها بالفعل ، نحو : (يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي)(٧) وشذّ قول ورقة بن نوفل :
فيا ليتي إذا ما كان ذاكم |
ولجت وكنت أوّلهم ولوجا |
__________________
(١) الأرجح في حاشا أنها حرف دون «ما خلاني» و «ما عداني» إذ أن «ما» فيهما مصدرية لا زائدة و «ما» المصدرية لا يليها إلا الفعل.
(٢) حكاه سيبويه عن بعض العرب ، وفي قوله «عليه» إغراء الغائب وهو شاذ ، فأسماء الأفعال لا تكون نائبة عن فعل مقرون بحرف الأمر.
(٣) «العديد» : العدد ؛ الطّيس ، الرمل الكثير.
(٤) الآية «٦٤» من سورة الزمر «٣٩».
(٥) الآية «٨٠» من سورة الأنعام «٦».
(٦) وهو مذهب الأخفش والمبرد وأكثر المتأخرين.
(٧) الآية «٢٤» من سورة الفجر «٨٩».