أكلّ امرىء تحسبين امرءا |
ونار توقّد بالليل نارا |
أي : وكلّ نار.
ومن غير الغالب قراءة ابن جمّاز : (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ)(١). أي عمل الآخرة.
وإن كان المحذوف «المضاف إليه». فهو على ثلاثة أقسام :
(١) أن يزال من المضاف ما يستحقّه من إعراب وتنوين ، ويبنى على الضمّ نحو : «أخذت عشرة ليس غير» ومثلها «من قبل» و «من بعد» (انظر ليس غير ، قبل ، وبعد).
(٢) أن يبقى إعرابه ، ويردّ إليه تنوينه وهو الغالب نحو (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ)(٢) و (أَيًّا ما تَدْعُوا)(٣).
(٣) أن يبقى إعرابه ، ولا ينوّن ، ولا ترّد إليه النون إن كان مثنّى أو مجموعا كما كان في الإضافة ، وشرط ذلك في الغالب أن يعطف عليه اسم عامل في مثل المضاف إليه المحذوف ، وهذا العامل ، إما مضاف كقولهم : «خذ ربع ونصف ما حصل» والأصل خذ ربع ما حصل ونصف ما حصل ، فحذفوا «ما حصل» من الأول لدلالة الثاني عليه.
ومثله قول الفرزدق :
يا من رأى عارضا أسرّ به |
بين ذراعي وجبهة الأسد |
أي بين ذراعي الأسد ، وجبهة الأسد. ومثل هذا لا يجوز إلّا في الشعر.
وإمّا غير مضاف وهو عامل في مثل المحذوف كقوله :
علّقت أمالي فعمّت النعم |
بمثل أو أنفع من وبل الدّيم (٤) |
فمثل مضاف إلى محذوف دلّ عليه المذكور ، والأصل : بمثل وبل الدّيم أو أنفع من وبل الدّيم.
ومن غير الغالب «ابدأ بذا من أول» بالخفض من غير تنوين.
١٣ ـ الفصل بين المضاف والمضاف إليه :
عند أكثر النحويين لا يفصل بين المتضايفين إلّا في الشعر ، وعند الكوفيين مسائل الفصل سبع : ثلاث جائزة في السعة وهي :
(١) أن يكون المضاف مصدرا ، والمضاف إليه فاعله ، والفاصل : إمّا مفعوله ، وإمّا ظرفه فالأول كقراءة ابن
__________________
(١) الآية «٦٧» من سورة الأنفال «٨».
(٢) الآية «٣٩» من سورة الفرقان «٢٥».
(٣) الآية «١١٠» من سورة الاسراء «١٧».
(٤) الوبل : المطر الشديد ، الديم : جمع ديمة : وهي المطر ليس فيه رعد ولا برق.