اختلاف ميولهم العقائدية ووظائفهم الاجتماعية.
وبطبيعة الحال ، فان تصميم الاسلام على فهم الرابط الانساني الذي يربط الافراد ـ دون النظر الى منشأهم وعقيدتهم ـ ضروري ضمن النظرية الاسلامية في تكامل النظام الاجتماعي ؛ لان الانسان ـ حسب تلك النظرية ـ مصمم منذ نشأته الاولى على التحسس والشعور والانفعال والتفاهم والتغير ؛ وهي امور يتميز بها الافراد عن غيرهم من الكائنات. وهذه الرابطة الانسانية التي يعلنها الاسلام بكل صراحة ويطبّقها في كامل احكامه وتشريعاته تميّزه عن باقي الاديان والافكار والعقائد في الاهتمام بكرامة الفرد وحريته ، فيصرح القرآن الكريم بكل وضوح مناديا : ( يا اَيُّها النَاسُ اِنّا خَلَقناكُم مِّن ذَكَرٍ واُنثي وَجَعَلناكُم شُعوباً وَّقَبائِلَ لِتَعارَفُوا اِنَّ اَكرَمَكُم عِندَ اللهِ اَتقاكُم ) (١) ، فالتفاضل الإلهي بين الافراد مستند في الاصل ، على الجهد البشري في العمل الاجتماعي والنزاهة الفردية وطاعة المولى عز وجل ؛ لان جعل الافراد عن طريق الاجتماع شعوباً متميزة يحتاج بصورة اساسية الى جهودهم في التعاون والتكاتف لبناء صرح الانظمة الاجتماعية الرائدة.
ويُرَتِّب التشريع الاسلامي على هذه الرابطة الاخوية آثاراً في غاية الاهمية ؛ منها :
اولاً : التأكيد على كرامة الفرد الانساني ، فلا يجوز للآخرين تجويعه وسلب كرامته الانسانية ، بل ان البشرية مسؤولة ـ على المستويين الفردي
__________________
(١) الحجرات : ١٣.