سادساً : ان الدولة في النظرية الاجتماعية الاسلامية تصرف خمس وارداتها السنوية على الفقراء ، ويصرف الاغنياء اكثر من ربع وارداتهم الشخصية على الفقراء ايضاً لرفعهم الى الطبقة العامة. وباجتماع هذين الموردين فان كمية ضخمة من الاموال تذهب للانفاق على المحرومين لرفع حرمانهم وسد حاجاتهم. واذا علمنا حجم ثروة العالم الاسلامي في الموارد المعدنية والبحرية والزراعية والحيوانية تبين لنا دور الاسلام الجبار في التخفيف عن الفقراء في كل مكان على وجه الارض. وهذا بالتأكيد يرفع مستوى المجتمع الانساني الى حالة من الرخاء والغنى لم يسبق لها مثيل في التاريخ. اما النظام الرأسمالي فانه يخصص حوالي اثنين بالمائة فقط لمساعدة الفقراء غذائياً وسكنياً ، وليس بالضرورة رفعهم الى طبقة اعلى من طبقتهم الاجتماعية الوضيعة ، بل ان الهدف من هذه النسبة المالية المئوية هو انقاذهم من المجاعة والمرض والتشرد (١).
سابعاً : ان النظرة الاخلاقية للاسلام تجاه العلاقات الاجتماعية والعقود كالزواج والطلاق ، تعطي حيزاً واسعاً لتثبيت اسس الاسرة ، وتبقي العائلة في حالة تماسك مستمر للسعي نحو حياة افضل. فاحصائيات العالم الاسلامي تؤكد على ان نسبة الطلاق في المجتمع الاسلامي نسبة ضئيلة لاعتبارات منها : اولا : ان الطلاق ابغض الحلال الى الله كما ورد في الحديث الشريف ، فلا يقدم الافراد على ايقاعه الا في الحالات الاستثنائية. ثانيا : ان الاسلام يعالج اسباب الطلاق من الاصل بتشريعه حجاب المرأة ، وعدم
__________________
(١) (كين اوليتا). الطبقة المعدمة. نيويورك : ماكرو ـ هيل ، ١٩٨٢ م.