ابناء الطريق الذين يكونون في الاسفار في طاعة الله ، فيقطع عليهم ، ويذهب مالهم ، فعلى الامام أن يردهم الى اوطانهم من مال الصدقات) (١). والمستفاد من الرواية المتقدمة ان الاسلام خصص موارد صرف الزكاة لتنمية مختلف نشاطات النظام الاجتماعي ، عن طريق دعم افراده مالياً في شتى الحقول الانتاجية.
ولا شك ان الشريعة بتشخيصها الافراد المستحقين الذين يستلمون الصدقات الواجبة تقوم واقعاً بتشجيعهم على تأدية ادوارهم الاجتماعية البناءة في بناء النظام الاجتماعي الاسلامي العادل ، عن طريق اشباع حاجاتهم الاساسية ورفعهم الى مستوى الطبقة المتوسطة. وهؤلاء المستحقون هم :
اولاً : الفقراء ، وهم من لا يملكون مؤونة سنتهم اللائقة بحالهم لهم ولعيالهم بالفعل او بالقوة.
ثانياً : المساكين ، وهم من لا يملكون مؤونة سنتهم ، وحالهم اسوأ من الفقراء. وقيل ان المسكين لا يملك قوت يومه ، وقيل ايضاً ان الفقير لا يسأل والمسكين يسأل. ولكن الضابط في الفقراء والمساكين هو « من لايملك مؤونة سنة كاملة له ولعياله ، ولا يمنع لو ملك الدار والخادم » (٢). فيجوز شرعاً اعطاء الزكاة الواجبة للفرد الذي لا يملك مؤونة السنة له ولعياله. اما الغني الذي لا يجوز اعطاؤه الزكاة ، فهو الذي يملك مؤونة السنة بالفعل او بالقوة ،
__________________
(١) تفسير القمي ص ٢٧٤.
(٢) المختصر النافع للمحقق الحلي ص ٨٦.