وابنِ السبيلِ فَريضَةٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ عَليمٌ حَكيمٌ ) (١). وكما ورد في قول الامام (ع) في تفصيل المستحقين : (الفقراء هم الذين لا يسألون ، وعليهم مؤنات من عيالهم ، والدليل على انهم هم الذين لا يسألون ، قول الله تعالى : ( لِلفُقراءِ الَّذينَ اُحصِرُوا في سبيلِ اللهِ لا يَستَطيعُون ضَرْباً فِي الارضِ يَحسَبهمُ الجاهِلُ اَغنياءَ منَ التَّعَفُفِ تَعرِفهم بسيماهُم لا يَسألُونَ النَاسَ اِلحافاً ) (٢). والمساكين هم اهل الزمانات ، وقد دخل فيهم الرجال والنساء والصبيان. والعاملون عليها هم السعاة والجباة في اخذها وجمعها وحفظها ، حتى يؤدوها الى من يقسمها. والمؤلفة قلوبهم هم قوم وحدّوا الله ، وخلعوا عبادة من دون الله ، ولم تدخل المعرفة قلوبهم ان محمداً رسول الله. وكان رسول الله (ص) يتألفهم ويعلمهم ويعرفهم ، كيما يعرفوا ، فجعل لهم نصيباً في الصدقات ، لكي يعرفوا ويرغبوا. وفي الرقاب قوم لزمتهم كفارات في قتل الخطأ ، وفي الظهار ، وفي الايمان ، وفي قتل الصيد في الحرم ، وليس عندهم ما يكفرون ، وهم مؤمنون ، فجعل الله لهم منهما في الصدقات ليكفر عنهم. والغارمون قوم قى وقعت عليهم ديون انفقوها في طاعة الله من غير اسراف ، فيجب على الامام ان يقضي عنهم ، ويكفهم من مال الصدقات. وفي سبيل الله قوم يخرجون في الجهاد ، وليس عندهم ما يتقوون به ، او قوم من المؤمنين ليس عندهم ما يحجون به ، او في جميع سبل الخير ، فعلى الامام أن يعطيهم من مال الصدقات ، حتى يقووا على الحج والجهاد. وابن السبيل
__________________
(١) التوبة : ٦٠.
(٢) البقرة : ٢٧٣.