لا زال موجوداً. فالطبقة التي تسيطر على مراكز القوة في النظام الرأسمالي ، هم الاغنياء من ذوي البشرة البيضاء ، ومن اتباع المذهب البروتستانتي (١). بمعنى ان الاصل في التحكّم بالقوة السياسية في النظام الرأسمالي ، هو المال والمذهب وجنس الفرد. ومن المؤكد ان معنى الثروة ـ حسب النظرية الرأسمالية ـ يرادف معنى القوة السياسية ؛ لان الثروة المتراكمة بيد القلة لا تخلق محيطاً مناسباً لرخاء العيش فحسب ، بل تخلق شهوة جامحة للتحكم والسيطرة السياسية على مقدرات النظام الاجتماعي. فثلث اعضاء الكونغرس الامريكي في النصف الاخير من هذا القرن من اصحاب الملايين (٢) ، بل ان لعائلتي روكفلر وكندي المشهورتين بالثراء حصصاً شبه دائمية في النظام السياسي الامريكي ، وحقوقاً سياسية متوارثة جيلا عن جيل (٣).
وبطبيعة الحال ، فان انعدام العدالة في النظام السياسي الإمريكي يستند على عدة عوامل مهمة تشكل اساس ديمومة الطبقة الرأسمالية ؛ وهذه العوامل هي :
الاول : وجود مجاميع المنفعة التجارية ، وهي مجموعات تمثل مصالح الطبقة الرأسمالية الصناعية ، وهدفها التأثير على صياغة القوانين المدنية والصناعية من قبل الكونغرس ، حتى تضمن مصالح المؤسسات الرأسمالية
__________________
(١) (جيرالد بيرمان). الطبقية في العالم الحديث. موريستاون ، نيوجرسي : مطبعة التعليم العام ، ١٩٧٣ م.
(٢) (روبرت دال). الديمقراطية في الولايات المتحدة. الطبعة الرابعة. بوستن : هوتن ميفلين ، ١٩٨١ م.
(٣) (جي. وليام دوموف). بحوث حول تركيبة السلطة. بيفرلي هيلز ، كاليفورنيا : سيك ، ١٩٨٠ م.