المجتمع الرأسمالي هو ان نصف عدد العلاقات الزوجية في المجتمع الامريكي ينتهي في فترة من الفترات الى الانفصال ثم الطلاق (١).
وعلى الصعيد التعليمي ، تتمتع الطبقة الرأسمالية بمستوى ثقافي وتعليمي اعلى من مستوى الطبقة الفقيرة. فاطفال الاغنياء هم المتفوّقون علمياً في مدارسهم على اقرانهم من الطبقة المحرومة اقتصادياً ، ولذلك فان الجامعات ومعاهد العلم تغص بذرية الطبقة الرأسمالية مما يهيّئ لها فرصاً اكبر لاحتلال الادوار الاجتماعية المهمة التي يحتاجها المجتمع لاحقاً (٢).
وعلى صعيد القيم فان ايمان الطبقة الرأسمالية بان قوة الانسان السياسية والاجتماعية نابعة من قوته الاقتصادية وقدرته على تحصيل المال ، يعتبر من اهم خصائص تلك الطبقة ؛ فهي ترى ان للنقد صوتاً مسموعاً ، وللمسكوك رنيناً جذاباً. بمعنى ان على الافراد في الطبقة الرأسمالية الاجتهاد بشتى الوسائل لكسب المال وتجميع الثروة ، لانها الاصل في تحصيل القوة الاجتماعية والسياسية (٣) ؛ على عكس ايمان الطبقة الفقيرة التي تتمسك بعقيدتها بدور الحظ والتوفيق في الحياة الاجتماعية ، وبأنّ التوفيق يصيب قوما ويحيد عن آخرين على القاعدة العربية القائلة (ما كلُّ رامي عرضٍ يُصيبُ) ، وعلى هذا الاساس يبني افرادها مستقبل حياتهم الاجتماعية فيتركون التخطيط لمستقبل الحياة ، ويصيبون جل اهتمامهم لمعاشهم اليومي وهمومهم الآنية.
__________________
(١) (روبرت وايس). الانفصال الزوجي. نيويورك : الكتب الاساسية ، ١٩٧٩ م.
(٢) (كريستوفر جينكز) وآخرون. انعدام العدالة : اعادة تقييم لتأثير العائلة والمدرسة في امريكا. نيويورك : الكتب الأساسية ، ١٩٧٢ م.
(٣) (بيتريم سوروكين). الديناميكية الاجتماعية والثقافية. نيويورك : الكتب الامريكية ، ١٩٣٧ م.