الا ان مبدأ « الحلم الامريكي » باطل من الاساس لانه يشجع الافراد على التسابق لتجميع الثروة وتراكمها غير المشروع ضمن مجموعة محددة من الافراد. وبذلك فان كل دولار يضاف الى اموال الطبقة الرأسمالية الثرية يؤخذ في الواقع من اموال الفقراء ، لان الاموال محدودة بحدود الاستثمار والتعامل في النظام الاجتماعي. فأية زيادة مالية في طبقة تؤدي الى اختلال اقتصادي واجتماعي في الطبقة الاخرى.
وعلى ضوء ذلك ، فلما كانت الثروة العينية الموجودة في المجتمع ثروة محدودة بحدود توفر النقد ، اصبح واضحاً ان تحقيق « الحلم الامريكي » وتراكم الثروة لدى مجموعة قليلة من الافراد ، يسبب في الوقت نفسه حرماناً لافراد آخرين يعيشون في نفس المجتمع. فكيف يحقق « الحلم الامريكي » العدالة الاجتماعية لجميع افراد النظام الاجتماعي؟
والجهد ، الذي تزعم الفكرة الرأسمالية كونه العامل الوحيد في تراكم الثروة ، لا يعتبر عاملاً حاسماً في تحقيق هذا الحلم. نعم ان الجهد عامل مهم في تحقيق الاسبقية في جني الثروة. الا ان العوامل الاجتماعية والتأثيرات السياسية والاقتصادية الاخرى ترفع افراداً من طبقة دنيا الى طبقة عليا دون بذل جهد معتبر. فابناء الطبقات المختلفة في المجتمع الحديث مثلاً ، يوفقون اجتماعياً اكثر من آبائهم في تحصيل الثروة والقوة السياسية ، بسبب تطور وتغير الحياة الانسانية السريع في فنون الصناعة والزراعة والخدمات ، فيتميز الجيل الجديد عن سابقه بتحصيل اسباب الفنون الحديثة. ويتسلق الابناء درجات معدودة في السلم الاجتماعي باتجاه الطبقة الثرية. فلماذا اختلفت اذن المكافآت الاجتماعية بين الابناء والآباء ،