المؤخرة أي الكوثل فتكاد تكون مقطوعة رأسيّا مع شيء من الاستدارة. فهي تشبه مراكبنا التي نسميها «بياتي» (١). وفائدة الاستدارة هي لإفساح المجال للدفة التي تتكون من قطعة خشب مدورة فيها شق يثبت فيه المردي المصنوع من لوح خشب عريض له نهاية أشبه ما تكون بالرفش (٢) وتتم قيادة المركب بهذا اللوح الذي يحركه الربان يمينا وشمالا ، أو قد يسحبه إلى سطح الماء بحسب الحاجة. وقطعة الخشب مثبنة بتوازن ، وفي رأسها فتحة كبيرة يدخلون فيه قطعة خشب تمتد من الكوثل حتى منتصف المركب حيث يجلس صاحبه الذي يديره. إنه والحق يقال تصميم غريب ، من لا يراه بعينيه لا يستطيع أن يتصور شكله. وهناك في المركب أيضا خشبتان الواحدة في المقدمة والثانية في المؤخرة تربطان جانبي المركب فتزيدان من متانته ، ويجلس عليهما الملاحون على شاكلة السجناء قديما (٣). أما المجاديف فهي أعواد طويلة وفي آخرها قطعة خشب عريضة مثبتة فيها.
__________________
(١) هي قوارب مسطحة ، أنظر رحلة فيدريجي : ص ١٦٥.
(٢) الرفش ما يجرف به التراب ونحوه ، مجذاف السفينة (المنجد).
(٣) كانت الأنظمة القديمة عند الرومان تعاقب المجرمين المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة الخدمة في المراكب والسفن للتجذيف على نسق واحد وعلى إيقاع صادر من النقر الرتيب على الطبل.