إلى الأخرى عندما كنا نلاحظ أنها في موقع ضحل ، لأن سفننا في الواقع كانت محملة أكثر من طاقتها وكان من المفروض علينا أن نخفض من الحمل ولكن ما العمل؟ وبسبب هذا التحميل المفرط تسربت مياه قليلة إلى داخلها ، خاصة إلى جوف سفينتنا ، وبالرغم من كونها حديثة الصنع ، فلم يحل ذلك دون دخول المياه إليها ، وحاولنا معالجة الموقف بهمة وإنتباه مستمرين.
لم نرحل من ذلك الموضع حتى صباح الثامن عشر من الشهر نفسه ، وفي المساء جئنا ونزلنا في «مليو زراعة» (١) Meliolzura وهو موضع يقع على ساحل النهر الأيمن.
وحدث في ذلك اليوم أننا فقدنا إحدى السفن وكانت بقيادة «خواجا بكر» لأنها اصطدمت بجذع شجرة كبيرة فغرقت ، وفقدنا من جراء ذلك حاجيات كثيرة. وفي هذه الأحول أسرعت سفينتان في الجري والابتعاد لكي لا تأخذا شيئا من البضائع الغارقة ، وهكذا فمن السفن الست بقيت أربع في تلك الأماكن الموحشة والخطرة جدّا لكثرة ما فيها من لصوص ظهروا بغتة وحاولوا التحرش بنا والتقاط المواد الغارقة ، لكننا قاومناهم بطلقات نارية من بنادقنا ، واستطعنا
__________________
(١) لا أرى انه أسم موضع بل يشير إلى مكان عامر بالمزروعات ليس إلا والله أعلم!