استرجاع بعض البضائع الغارقة فوضعناها على ما هي عليه في حالة مزرية في قارب كنا أخذناه معنا ، وأخيرا بعد جهد جهيد أستطعنا سحب تلك السفينة.
في الحادي والعشرين من الشهر تم إصلاح السفينة ثم سحبت إلى جانب سفننا وحملناها بالبضائع التي كنا أنقذناها من الغرق ، ولو أنها كانت أقل بكثير من تلك التي ضاعت في لجج النهر.
رحلنا من هناك في الثاني والعشرين ، فسرنا طوال النهار ، وعند حلول المساء ذهبنا وتوقفنا في موضع يدعى «قلعة جابر» (١) Chalagiabar الواقعة على جانب النهر الأيسر. أما في مساء اليوم التالي فقد جئنا إلى «الحمام» (٢).Alaman وفي مساء اليوم التالي نزلنا في «سوريش» (٣) Suriech بعد أن مررنا خلال النهار بحصن يقال له «بلد سوريا» (٤) Beletsurie فتركناه وراءنا.
__________________
(١) هي قلعة جعبر ، قال ياقوت : «قلعة جعبر على الفرات مقابل صفين التي كانت فيها الواقعة بين معاوية وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رض) ، وكانت تعرف أولا بدوسر فتملكها رجل من بني نمير يقال له جعبر بن مالك فغلب عليها فنسبت به (معجم البلدان ٤ : ١٦٤ و ٢ : ٦٢١).
(٢) ذكرها معظم الرحالين بأسم أمان أو حمام.
(٣) أو سوريك لدى موزيل وجيسني.
(٤) لعله يعني أرض سوريا.