في اليوم الخامس والعشرين رحلنا حالا واتخذنا موقعا لنا على الضفة اليسرى في موضع يقال له «الرقة» (١) التي تقع في أرض منبسطة ، وفيها قلعة ضمن حصن. ويحكم الرقة سنجق تركي. فبقينا هناك مدة ولم نغادرها إلى يوم ٢٨ من ذلك الشهر لأن السنجق المذكور أرسل عددا كبيرا من رجاله مطالبا بحصته من الأقمشة الصوفية. فلما أجبناهم بأننا لا نملك ما يطلبون ، شرعوا بقطع حبال أي الحزم بشراسة ، والتفتيش فيها لعلهم يعثرون على مبتغاهم ، فوجدوا في إحدى الحزم أربعة أطوال قماش أحمر اللون ، فأخذوا واحدا إلى السنجق فقص حالا سبعة أذرع ليصنع منها جبة (٢) يرتديها عند ركوبه الحصان ، وقال انه مستعد لدفع الثمن الذي حدده بنفسه ، وهو أربع بندقيات للذراع الواحد لا أكثر.
وحدث في صباح اليوم التالي انه شرع يطالب باتاوة على الطريقة المتبعة محليّا ، لعله أراد من وراء الحاحه انتزاع طول القماش كله ، مدعيا بضرورة دفع ضريبة عن كل السلع التي كنا نحملها على أن تكون النسبة خمسة بالمائة من
__________________
(١) معجم البلدان ٢ : ٢٠١ يتوقف الرحالة راوولف عند وصفها.
(٢) يشير إلى جبة طويلة وعريضة ، لكن أكمامها ضيقة وفيها غطاء للرأس كانت تستعمل في البندقية لكن أصلها من الشرق ، دعاها في النص «جاربلوكو».