قيمتها ، بينما كانت العادة تأدية ١٨ شاهيا عن كل سفينة ، مهما كانت تحمل من بضائع. وبعد أخذ ورد واحتجاج التجار كلهم عربا وأتراكا الذين قالوا بأن هذا الأمر لم يحدث من قبل ، وانه سيلحق بهم ضررا فادحا ، اقتنع أخيرا بوجهة نظرهم. مهما يكن من أمر فإن الرجل لم يرجع القماش الذي أخذه ، ولم يدفع الثمن (١).
رحلنا من هناك لئلا تلحق بنا مصيبة أخرى ، فنحن غرباء في تلك الديار وليس لنا من يدافع عنا. وفي المساء وصلنا إلى «الحمراء» (٢) Elamora وتقع على ضفة النهر اليمنى ، حيث أخذنا قسطا من الراحة في تلك الليلة.
وفي صباح اليوم التالي وهو ٢٩ من ذلك الشهر ، واصلنا السفر إلى «أمان» (٣) Aman حيث وصلناها عند المساء ، فتوقفنا هناك إلى الساعة الثانية من صباح اليوم التالي ، لأن سفننا كلها ارتطمت في الرمال في محل مليء بجذوع الأشجار المخفية تحت الماء. ولأن الخوف من اللصوص كان مهيمنا علينا جميعا لذا عاون بعضنا بعضا للأسراع في إنهاء العمل والتخلص من تلك المحنة. وفي
__________________
(١) يحدثنا راوولف أيضا عن المضايقات التي لاقاها وأصحابه في الرقة (رحلة المشرق : ص ١٢٤).
(٢) ذكرها موزيل.
(٣) لعلها عمران (جيسني : خارطة ٣).