ولما كانت هذه المنطقة عامرة بالقرى والقصبات ، ولئلا يصاب القارئ بالملل فسأكتفي بذكر الأسماء فقط دون ذكر مواقعها أكانت على هذه الضفة أم الأخرى. فعلى الشاطئ الأيسر رأينا القرى الآتية : دولل ثم أسب ، وبعد قليل مررنا بجبل أبيض اللون ، أجرد السفح ، ثم : بغيري وجديدة وهما قريتان ؛ أما المدن فهي الآتية : فريكا وجديدة ودولب ولولب (١) وتتوسط هذه الأخيرة غابة نخل يقال لها «ستيفا» ومن هناك وصلنا إلى موضع يسمى «دولاب جديد» واسمه يعني موضع جديد.
أما عن اليمين فقد تركنا جزيرتين مليئتين بالأحطاب المفيدة للإيقاد. ولا إسم لهما لأنهما ظهرتا مؤخرا في النهر.
وأكملنا السير فوصلنا إلى قرية واقعة عن اليمين تسمى «زبيدة» (٢) ومن ثم جئنا إلى «عراصة» Urasa ثم قرية أخرى تسمى «عامرية» Amerie وتبعتها «البارة» Elbara ثم تركنا هذه القصبة إلى «فوق البيرة».Fuochelbera بعدئذ قابلنا انحدار قوي في النهر في موضع ضيق ، وكان الماء الهادر بين الصخور الكبيرة يجري بسرعة مجنونة. ولمحنا بين
__________________
(١) دولب أو دويلية وجديدة (موزيل : ٢٥).
(٢) قصدر زبدة عند موزيل. وعامرية يقال لها اليوم عامرة ، والبارة هي بالأحرى البارج على قول الأستاذ فرحان.