جانب واحد ، وهي تنتهي في موضع يقال له «دور القز» (١) Durelcus ويظهر انه كان هناك هيكل عظيم جدّا ـ وأقول هذا ـ بسبب القبة التي تشاهد هناك وهي عالية جدّا. ولا ريب أننا عند مشاهدتنا مدينة بغداد القديمة وكيف أصبحت خرابا نرى في ذلك أصبع الله (٢).
تظهر الأراضي الواقعة بين الفلوجة وبغداد للناظرين من بعيد جيدة وخصبة ، أما في الواقع فلم نشاهد شجرة واحدة أو نباتا أخضر. لقد كانت مقفرة عقيما وخرابا في خراب لا بيت فيها ولا قلاع. الشيء الوحيد الذي لا حظناه هناك أن تلك الأراضي تنتج أجود أنواع الفطر (٣). التي بإمكان إنسان أن يتذوقها ، وهي بكميات كبيرة ، ولجودتها يستطيع الإنسان تناولها نيئة كما يفعل هؤلاء الناس.
__________________
(١) أشار ياقوت في كلامه على دار القز أنها : «محلة كبيرة ببغداد ، في طرف الصحراء ، بين البلد وبينها اليوم نحو فرسخ ، وكل ما حولها قد خرب ، ولم يبق إلا أربع محال متصلة : دار القز ، والعتابيين ، والنصرية ، وشهار سوك ، والباقي تلول قائمة ، وفيها يعمل اليوم الكاغد معجم البلدان ٢ : ٥٢٢ وكرر ذلك ابن عبد الحق (ت ٧٣٩ ه / ١٣٣٨ م) في مراصد الإطلاع : ص ٥٠٧ (مادة : دار القز).
(٢) صاحبنا متشبع بأفكار الكتاب المقدس بعهديه ، وهنا يذكر ما جاء في نبوة اشعيا ١٤ : ١ ـ ٢٣ وكذلك نبوءات : أرميا ٣٩ : ١ ـ ١٨ ودانيال ١ ـ ٦ وأخيرا سفر الرؤيا ١٨ ـ ١٠.
(٣) إنه يشير إلى الكمأة التي تظهر في الربيع.