أخرج هذه الأحاديث جماعة من أكابر أئمّتهم في الحديث : كأحمد ،
__________________
أهل البيت يسمّى المهديّ يستولي على الممالك الإسلاميّة ، ويتّبعه المسلمون ، ويعدل بينهم ، ويؤيّد الدين ، وبعده يظهر الدجّال ، وينزل عيسى عليهالسلام فيقتله أو يتعاون عيسى مع المهديّ على قتله ، وقد روى أحاديث المهديّ جماعة من خيار الصحابة ، وخرّجها أكابر المحدّثين كأبي داود ، والترمذي وابن ماجة ، والطبراني ، وأبي يعلى ، والبزّار ، والإمام أحمد ، والحاكم رضياللهعنهم أجمعين ، ولقد أخطأ من ضعّف أحاديث المهديّ كلّها كابن خلدون وغيره ، وقال في (ج ٥ ص ٣٨١) : فائدة : اتّضح ممّا سبق أنّ المهديّ المنتظر من هذه الأمّة ، وأنّ الدجّال سيظهر في آخر الزمان ، وأنّ عيسى عليهالسلام سينزل ويقتله ، وعلى هذا أهل السنّة سلفا وخلفا ، وقال في (ج ٥ ص ٣٨٢) : قال الحافظ في فتح الباري : تواترت الأخبار بأنّ المهديّ من هذه الأمّة وأنّ عيسى عليهالسلام سينزل ويصلّي خلفه ، وقال الحافظ أيضا : الصحيح أنّ عيسى رفع الى السماء وهو حيّ ، وقال الشوكاني في رسالته المسمّاة بالتوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجّال والمسيح : وقد ورد في نزول عيسى تسعة وعشرون حديثا ، ثمّ سردها وقال بعد ذلك : وجميع ما سقناه بالغ حدّ التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطّلاع ، فتقرّر بجميع ما سقناه أنّ الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة ، والأحاديث الواردة في الدجّال متواترة ، والأحاديث الواردة في نزول عيسى عليهالسلام متواترة ، وهذا يكفي لمن كان عنده ذرّة من إيمان ، وقليل من إنصاف ، والله أعلى وأعلم ، (انتهى كلام غاية المأمول).
وقال الكنجيّ الشافعي في البيان (ب ١١) : تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم في أمر المهدي عليهالسلام. وقال أحمد أمين في المهديّ والمهدويّة (ص ١٠٦) : وقد قرأت رسالة للاستاذ أحمد بن محمّد الصدّيق في الردّ على ابن خلدون سمّاها «إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون» ، وقد فنّد كلام ابن خلدون في طعنه على الأحاديث الواردة في المهديّ ، وأثبت صحّة الأحاديث ، وقال : إنّها بلغت حدّ التواتر ، ونقل أحاديث أخرى لم يذكرها ابن خلدون ، وكان من ردّه عليه : أنّ ابن خلدون قال : إنّه لم يخلص من هذه الأحاديث الّتي وردت في المهديّ إلّا القليل أو الأقلّ منه ، فسأله في صراحة ، وما ذا تصنع بذلك القليل ، هل لا يؤمن بالقليل إلّا إذا اشتهر أو تواتر؟! كلا لا يمكن ذلك ؛ لأنّه لا يرى هذا الرأي ، ولا رآه أحد قبله ولا بعده ، ثمّ نقده أيضا في أنّه احتجّ في مواضع أخرى من تاريخه بأحاديث افراد ليس لها إلّا مخرج واحد ، وفي ذلك المخرج مقال ، أتراه إذا ـ