وأبي داود ، وابن ماجة ، والترمذي ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي ، والبيهقي ، والماوردي ، والطبراني ، والسمعاني ، والروياني ، والعبدري ، والحافظ عبد العزيز العكبري في تفسيره ، وابن قتيبة في غريب الحديث ، وابن السري ، وابن عساكر ، والدارقطني في مسند سيّدة نساء العالمين
__________________
وافق الحديث هواه قبله ، ولو كان صحيحا؟؟ (إلى أن قال) : ثمّ قال : إنّه يؤمن بأحاديث المهديّ لما ورد فيه من الأحاديث الصحيحة والحسنة ، وإنّ ابن خلدون مبتدع ، والمبتدعة أقسام : منهم من كفر ببدعته كالمجسّم ومنكر علم الله في الجزئيات ، ومنهم من لا يكفر ببدعته وهو من ابتدع شيئا دون ذلك ، وربّما عدّ ابن خلدون من هذا القبيل ، وقد أطال في ذلك ، وخالف ابن خلدون في دعواه الكذب أو الضعف في كلّ من روى عنه ابن خلدون ، وروى عن جماعة من أهل العلم قالوا شعرا في المهدي يثبتون وجوده مثل :
وخبر المهديّ أيضا وردا |
|
ذا كثرة في نقله فاعتضدا |
ومثل قول السيوطيّ :
وما رواه عدد جمّ يجب |
|
إحالة اجتماعهم على الكذب |
وقد ردّ على ابن خلدون أيضا كما ذكره في المهديّ والمهدويّة (ص ١١٠) أبو الطيّب بن أحمد بن أبي الحسن الحسينيّ في رسالته الّتي سمّاها «الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة» وعدّ أقواله زلّة له ، واستخلص أخيرا أنّ المهديّ يظهر في آخر الزمان ، وأنّ إنكار ذلك جرأة عظيمة وزلّة كبيرة.
ونقل القول بتواتر هذه الأحاديث في «كفاية الموحّدين» عن الشافعي ، وذكر في كتاب «البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان» (ب ١٣) فتاوى أربعة من علماء المذاهب الأربعة ، وهم : الشيخ ابن حجر الشافعي مؤلّف القول المختصر ، وأبو السرور أحمد بن ضياء الحنفي ، ومحمّد بن محمّد المالكي ، ويحيى بن محمّد الحنبلي في المهدي عليهالسلام ، وقد تضمّنت فتاواهم صحّة القول بظهور المهديّ ، وأنّه قد وردت الأحاديث الصحيحة فيه وفي صفته وصفة خروجه ، وما يظهر من الفتن قبل ذلك كخروج السفياني والخسف وغيرها. وصرّح ابن حجر بتواترها ، وأنّه من أهل البيت ، ويملك الأرض شرقها وغربها ، ويملأها عدلا ، وأنّ عيسى يصلّي خلفه ، وأنّه يذبح السفياني ، ويخسف بجيشه الّذي يرسل به إلى المهديّ بالبيداء بين مكّة والمدينة.