قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام [ ج ٢ ]

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام [ ج ٢ ]

تحمیل

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام [ ج ٢ ]

273/567
*

__________________

باعانة المكبّرات ممّا أمره أعجب وأعظم من طول عمر إنسان سليم الأعضاء والقوى ، العارف بقواعد حفظ الصحّة ، العامل بها ، بل ليس مسألة طول عمره أغرب من خلقته وتكوينه وانتقاله من عالم الأصلاب الى عالم الأرحام ، ومنه إلى عالم الدنيا ، وبهذا دفع الله استبعاد المنكرين للمعاد في كتابه الكريم ، قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) الآية ، وقال : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ) الى آخر السورة ، وقال عزّ من قائل : (وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً) الى آخر الآيات ، هذا مع وقوع طول العمر في بعض الأنبياء كالخضر ونوح وعيسى وغيرهم عليهم‌السلام ، وكيف يكون الإيمان بطول عمر المهديّ عليه‌السلام أمارة الجهل مع تصريح القرآن الكريم بإمكان مثله في قوله تعالى : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ، ووقوعه بالنسبة إلى نوح عليه‌السلام في قوله تعالى : (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) ، وبالنسبة إلى المسيح عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) ، وقد أخبر أيضا بحياة إبليس ، وأنّه من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ولم ينكر ذلك أحد من المسلمين ولم يستبعده ، وروى مسلم في صحيحه في القسم الثاني من الجزء الثاني في باب ذكر ابن صيّاد ، والترمذي في سننه في الجزء الثاني ، وأبو داود في صحيحه في باب خبر ابن صائد من كتاب الملاحم روايات متعدّدة في ابن صيّاد وابن صائد ، وأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله احتمل أن يكون هو الدجّال الّذي يخرج في آخر الزمان ، وروى ابن ماجة في صحيحه في الجزء الثاني في أبواب الفتن في باب فتنة الدجّال وخروج عيسى ، وأبو داود في الجزء الثاني من سننه من كتاب الملاحم في باب خبر الجسّاسة ، ومسلم في صحيحه في باب خروج الدجّال ومكثه في الأرض حديث تميم الداري ، وهو صريح في أنّ الدجّال كان حيّا في عصر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّه يخرج في آخر الزمان ، فإن كان القول بطول عمر شخص من الجهل فلم لم ينسب هؤلاء أحد بالجهل مع إخراجهم هذه الأحاديث في كتبهم وصحاحهم؟ وكيف ينسب بالجهل من يعتقد طول عمر المهدي عليه‌السلام مع تجويز النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله في عدوّ الله الدجّال؟!

والحاصل : أنّ بعد وقوع طول العمر لا موقع للتعجّب منه ، فضلا عن الاستبعاد والقول باستحالته. قال السيّد ابن طاوس ـ رحمه‌الله ـ في الفصل ٧٩ من كشف المحجّة في مناظرته مع بعض العامّة : «لو حضر رجل وقال : أنا أمشي على الماء ببغداد ، فإنّه ـ