وأغاروهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقاتل مقاتلتهم وسبىٰ ذراريهم وهم على الماء.
و «بنو قريظة» وهم إحدى قبائل اليهود غزاهم صلى الله عليه واله في أماكنهم وحاصرهم في حصنهم خمساً وعشرين ليلة حتّى جهدهم الحصار ، فنزلوا على أن يحكم فيهم سعد بن معاذ بحكمه ، فحكم فيهم : بقتل الرجال ، وغنم الأموال ، وسبي الذراري والنساء ، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع أرقعة فجاء بهم إلى المدينة مقرّنين في الأصفاد ، وهم ثمانمائة رجل أو أكثر ، ثم ضرب أعناقهم.
و «بنو الحيّان» غزاهم في منازلهم فهربوا وتمنّعوا بشعف الجبال.
و «يهود خيبر» غزاهم في ديارهم ، وحاصرهم في حصونهم حتّى أنزلهم من صياصيهم وكان قدم عليهم ليلاً فلم يشعروا بقدومه فلمّا أصبحوا فتحوا حصونهم وخرجوا بمساحيهم ومكاتلهم إلى أعمالهم ، فلمّا رأوه قالوا : هذا والله محمّد والخميس معه فولّوا هاربين إلى حصونهم وجعل صلى الله عليه واله يقول : الله أكبر خربت خيبر وفإذا نزلنا بساحة قوم «فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ» (١) ، ثم حاصرهم حتّى فتح الله عليه جميع حصونهم وهي عشرة.
و «يهود وادى القرى» غزاهم وحاصرهم ليالى وفتح الوادي وأصاب المسلمون به أموالاً كثيرة وأمتعة وميرة (٢).
و «قريش» غزاهم بمكّة وفتحها فكان الفتح المبين والنصر العزيز.
و «هوازن» غزاهم بحنين.
__________________
١ ـ الصّافات : ١٧٧.
٢ ـ الميرة بكسر الميم ، وهي الطعام ، المصباح المنير : ص ٥٨٧.