أقول : لبّيك أَللَّهُمَّ لبّيك ، فيقال لي : لا لبّيك ، فشجّعوه على التلبية ، فلمّا لبّى غشي عليه حتّى سقط عن الراحلة (١).
وعن زرارة بن أعين قال : سمع سائل في جوف الليل وهو يقول : أين الزاهدون في الدنيا ، الراغبون في الآخرة؟ ، فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولا يرى شخصه : ذاك علي بن الحسين (٢).
وعن طاووس : إني لفي الحجر ليلة ، إذ دخل علي بن الحسين عليه السلام فقلت : رجل صالح من أهل بيت النبوّة لأسمعنّ دعاءَه ، فسمعته يقول : عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك.
قال : فما دعوت بهنّ في كرب إلّا فرّج عنّي (٣).
وكان عليه السلام كثير البّر بأُمّه ، فقيل له : إنّك أبرّ الناس بأُمّك ولسنا نراك تأكل معها في صحفة؟. فقال : أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها ، فأكون قد عققتها (٤).
وقيل له : كيف أصبحت؟ فقال : أصبحنا خائفين برسول الله ، وأصبح جميع أهل الإسلام آمنين (٥).
وقد كان للمسلمين عموماً تعلّق عاطفي شديد بهذا الإمام وولاء روحي عميق له ، وكانت قواعده الشعبيّة ممتدّة في كلّ مكان من العالم الإسلامي كما يشير إلى ذلك موقف الحجيج الأعظم منه حينما حجّ
__________________
١ ـ البداية والنهاية : ج ٩ ، ص ١١٠.
٢ ـ الإرشاد للشيخ المفيد : ص ٢٥٦.
٣ ـ الإرشاد للشيخ المفيد : ص ٢٥٦ ، والبداية والنهاية : ج ٩ ، ص ١١٠.
٤ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٤٧٦ ، ح ١٦٣٨/٣٠.
٥ ـ كشف الغمة : ج ٢ ، ص ٣١٨.