هشام بن عبد الملك وطاف وأراد أن يستلم فلم يقدر على إستلام الحجر الأسود من الزحام فنصب له منبر ، فجلس عليه وأطاف به أهل الشام ، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه السلام وعليه إزار ورداء من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر انفرجت الجماهير وتنحّى حتّى يستلمه لعظيم معرفتها بقدره وحبّها له على اختلاف بلدانِهم وإنتساباتهم ، وسأل الشامي عنها قائلاً مَن هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال : لا أعرفه لئلّا يرغب فيه أهل الشام.
فقام الفرزدق قائلاً لكنّي أنا أعرفه.
فقال الشامي : مَن هو يا أبا فراس؟ فأشار الفرزدق به قائلاً :
يا سائلي أين حلّ الجود والكرم؟ |
|
عندي بيان إذا طُلّا به قدموا |
هذا الذي تعرف البطحاء (١) وطأته |
|
والبيت (٢) يعرفه والحلّ والحرم |
هذا ابن خير عباد الله كلّهم |
|
هذا التقّي النّقي الطاهر العلم |
هذا الذي أحمد المختار والده |
|
صلّى عليه إلٰهي ما جرى القلم |
لو يعلم الركن مَن قد جاء يلثمه |
|
لخرّ يلثم منه ما وطىء القدم |
__________________
١ ـ البطحاء : أرض منبسطة ، ومسيل واسع في وسطها مكّة.
٢ ـ والبيت : أي البيت العتيق ، الكعبة.